القذافي...وتحدي قمة نواكشوط؟

أحد, 2016-07-10 10:04
البشير عبد الرزاق

ظل الراحل القذافي نجما للقمم العربية المتتالية، حيث استطاع الرجل بخرجاته المضحكة حتى السعال، أن يكسر رتابة ورسمية تلك الاجتماعات، كما كان دخان سيجاره الكوبي الفاخر، يغلب دائما على رائحة بيانات التنديد والشجب التي كانت تصدر عقب تلك القمم.
هذه الأيام يعيش القذافي تحديا من نوع آخر مع القمة العربية التي ستنعقد في العاصمة الموريتانية نهاية يوليو الجاري.
ففي وسط مدينة نواكشوط وعلى رصيف أحد أشهر وأكبر شوارعها "جمال عبد الناصر"، تنتصب لوحة ضخمة، تخبر المارة بأن قائد الفاتح حل ضيفا على المكان ذات زمن مضى وأنصرف.
كانت زيارة القذافي يومها مدوية، نصب الرجل خيمته الشهيرة في باحة قصر المؤتمرات، وأم الناس في ما عرف بصلاة الملعب الأولمبي، التي لم تحير الفقهاء فحسب بل إن أحد السياسيين من الصف الأول همس في أذن صاحبه متسائلا: "أنا سمعت عن صلاة الخوف فهل سمعت أنت قط عن صلاة الطمع؟". 
كان من أهم المشاريع التي حملها القذافي في حقائبه في ذلك الخريف السياسي الحار، هو إقامة فندق فخم وسط العاصمة نواكشوط مكون من برجين أطلق عليه فندق النخيل، وقد كلف هذا الوعد موريتانيا وقتها نسف واحدة من أعرق مدارسها وتسوية مبانيها بالأرض.
انتهى زمن ثورة الفاتح وحل زمن ثوري بطعم آخر في الشقيقة ليبيا، غادر القذافي دنيانا ولكن بقي بيننا بعض من ذكراه، حيث مكثت تلك اللوحة في مكانها لم تتزحزح وقاومت كل التحديات في مدينة متقلبة المزاج.
لم يهتم أحد قط بتلك اللوحة، ربما هي نعمة النسيان أو ربما هو كسل المجموعة الحضرية المزمن أو ربما هو أمل بأن العهد الجديد في ليبيا سيكون له هو الآخر نخيله وفنادقه وسينال هذه الأرض نصيب منه.
أما اليوم ومع انطلاق عديد الأشغال في شارع جمال عبد الناصر تحضيرا لقمة نواكشوط، فقد باتت "لوحة القذافي" تواجه تحديا جديا قد يجعلها تغادر المكان في وقت قريب.
فوجود أثر للقذافي هنا، قد يزعج بعض القادمين من هناك.

نقلا عن صفحة الكاتب