قمة اﻹرتجال...

أربعاء, 2016-08-03 02:26
البشير عبد الرزاق

آخر أخبار قمة اﻷمل تفيد بأن وﻻياتنا الداخلية، بدأت تبعث رسائل تهنئة بمناسبة نجاح القمة، وحسب خبرتي المتواضعة في العقل السياسي الموريتاني، ستبدأ بعد ذلك مرحلة المسيرات المؤيدة وقد ندخل بعدها مباشرة في المبادرات والله أعلم أين سينتهي بنا اﻷمر!!
رحم الله حبيب ولد محفوظ، قال ذات مرة في زاويته الشهيرة "موريتانيد" إن مشكلته مع إنقﻻب 10 يوليو 1978، هي أنه لم يكن يعرف كيف يجب أن يتصرف اﻹنسان عندما يحدث إنقﻻب ﻷنها كانت أول مرة يحدث فيها إنقﻻب في موريتانيا.
أعتقد أن نفس المشكلة واجهتنا مرة أخرى مع قمة اﻷمل، فقد كانت أول مرة تعقد فيها قمة عندنا ولم يكن لدينا أدنى علم بما يجب أن يقوم به المرء عندما تستقبل بﻻده قمة عربية ﻷول مرة .
لم يكن أمامنا سوى اﻹرتجال، ونحن عندما نرتجل يا لطيف! مرة قلنا إننا سنغلق اﻷسواق ومرة ثانية قلنا إن اﻹدارة ستتعطل لمدة أيام ومرة أخرى قلنا إن أجزاء من العاصمة ستتحول إلى منطقة عسكرية مغلقة ثم جاء وقت قلنا فيه إنه ربما سيكون علينا أن نقتني خنشات فارعة، نملأها بالتراب ونصفها أمام منازلنا إستعدادا لمواجهة الإعصار العربي القادم.
وبعد انتهاء القمة عادت المشكلة مرة أخرى، وعاد السؤال يلح علينا: كيف يجب أن نتصرف غداة القمة؟ وهكذا كان يجب أن يبدأ جزء آخر من مسلسل اﻹرتجال...

نقلا عن صفحة الكاتب