أي مستقبل لعلاقات روسيا وتركيا بعد "درع الفرات"؟

أربعاء, 2016-09-14 00:38

لم تلبث أن تحسنت العلاقات بين روسيا وتركيا -التي شهدت توترا كبيرا بعد إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية- حتى عادت نبرات التنديد والانتقاد الروسي للأتراك إلى الساحة السياسية من جديد، بعد إطلاق أنقرة عملية "درع الفرات".

وعلى الرغم من اتفاق كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان -خلال لقائهما الشهر الماضي في سان بطرسبورغ- على التعاون في مكافحة "الإرهاب" في سوريا، فإنموسكو بدت غير راضية عن التدخل العسكري التركي في شمال سوريا.

واتهمت الخارجية الروسية أنقرة في الفترة الأخيرة بتعقيد الوضع السياسي والعسكري في سوريا، ما أثار تساؤلات عديدة حول الاتجاه الذي تتطور فيه العلاقات بين البلدين وما إذا كانت الأزمة السورية ستبقى حجر عثرة في طريق العلاقات بينهما.

في هذا السياق، يقول المحلل السياسي بمعهد "كارنيغي" ألكسي مولوشينكو إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يغامر مرتين في علاقاته مع أنقرة.

ويضيف مولوشينكو "بالطبع موسكو لا تستطيع الترحيب بما يقوم به الأتراك، لذلك تفضل على ما يبدو الحديث عن ذلك بهدوء، وهو موقف حكيم في ظل الظروف الراهنة".

ويؤكد المحلل السياسي الروسي أن الحديث سابقا كان يدور عن عقاب أنقرة للإهانة التي ألحقتها بروسيا بإسقاط طائرتها الحربية، أما الآن فالأمر مختلف تماما، فتركيا تملك الحق باتخاذ الخطوات التي تجدها ملائمة لا سيما وأن غالبية الخلافات بين البلدين تم حلها.

واستبعد دخول ولو دبابة تركية واحدة الأراضي السورية دون إذن مسبق على ذلك من قبل موسكو وفق قوله، وأشار إلى اصطحاب أردوغان لرئيس هيئة الاستخبارات خلال زيارته الأخيرة إلى مدينة سان بطرسبورغ.

وبخصوص مكافحة "الإرهاب" التي اتفق عليها الجانبان، فإنها تبقى -وفق مراقبين- ذريعة لتحقيق المصالح والأهداف المشتركة، مع استبعاد خبراء عسكريين روس إمكانية تنفيذ عملية عسكرية مشتركة بين موسكو وأنقرة بسوريا لأن كل طرف سيحارب بطريقته ووفقا لمصالحه.

 

المصدر : الجزيرة