المدير الفني لاتحاد كرة القدم في موريتانيا في مقابلة مع "as" الاسبانية

جمعة, 2017-11-10 10:00
لويس فورتيس - المدير الفني لاتحاد كرة القدم في موريتانيا

لويس فويرتس (المولود في مدينة فالنسيا، سنة 1966) هو المدير الفني لاتحاد كرة القدم في موريتانيا؛ وفي هذا البلد، يحاول تطبيق النموذج الإسباني في كرة القدم.

هو ابن لاعب كرة قدم، وابن شقيق لاعب كرة قدم كذلك؛ فقد كان عمه أنطونيو فويرتس، تونين، هو الذي سجل هدفين في نهائي الكأس عام 1954.

السيد فويرتس، قل لي ما ذا تفعل في موريتانيا؟

إن كرة القدم هي التي أخذتني إلى هناك؛ فقد كنت أعمل في مدرسة فالنسيا، في موسمي الأخير هناك، أشرفت على لاعبين مثل إيسكو وآلكاسير وروجر وكاليس جيل...، وفي أحد الأيام التقيت بصديق قديم يدعى فيسنتي بوكر، وأخبرني أنه عاش في موريتانيا للقيام ببعض الأعمال التجارية، سألته ما إذا كانت هناك كرة قدم في موريتانيا، ثم من خلاله عقدت اجتماعا مع رئيس الاتحادية الموريتانية لكرة القدم السيد أحمد ولد يحي، لأذهب إلى موريتانيا لأول مرة سنة 2012، حيث هناك قمت بمشروع مثير، ولا زلت أعمل عليه حتى الآن.

ما الذي تقوم به هناك؟

بدأت كمدرب للأشبال تحت 17 سنة، ومنذ عام 2015 أشغل منصب المدير الفني للاتحاد.

ألا يعتبر البدء كمدرب لفريق تحت 17 سنة أمرا سيئا؟

في اليوم الأول أطلعني الرئيس على المرافق التي يتوفرون عليها، كان هناك القليل لأتعلمه، كان يتحدث عن كل شيء بصيغة المستقبل: "هنا سوف نفعل"، "سيكون هناك" ... رأيت فقط مبنى قديم ومساحة أرض جرداء تتوسطها عارضتين.

ما هي المهمة الأولى التي قمتم بها؟

مهمتي الأولى كانت إجراء اختبارات الاختيار مجموعة من اللاعبين للعب في منتخب الشباب تحت سن 17 سنة. لم تكن تجرى هناك مسابقات لهؤلاء الأطفال، كانوا يلعبون فقط في الشارع، ومن هناك كنا نأخذهم، ثم لعبنا بطولة الاتحاد المغاربي ضد المغرب وتونس وفزنا بها، ليتم تعييني بعد ذلك مديرا فنيا.

ما هو هدفكم الذي تسعون له؟

هدفي هو تطوير كرة القدم في البلاد، على مستوى الصغار والكبار، وعلى مستوى الفريق الأول، وكرة القدم النسائية، وتكوين المدربين، للتسيير المسابقات المختلفة .... أتذكر أن الرئيس أحمد يحيى قال لي عبارة لا تزال مسجلة في ذاكرتي: "ليس لدي المال، ولكن لدي مشروع، تعال وحققه معي".

من أين بدأت؟

هذا هو السؤال الذي طرحته على نفسي في البداية! موريتانيا أكبر من إسبانيا مرتين، ولكن سكانها لا يتجاوزن 4 ملايين نسمة فقط؛ فهي عبارة عن آلاف الكيلومترات من الصحراء اللا متناهية، إذا أردت السفر بالسيارة فعليك أن تذهب في سيارات الدفع الرباعي وتصحب معك دليلا، إذا لم تكن ترغب في الضياع في هذه الصحراء المترامية.

إذا، ماذا فعلت؟

أود في البداية أن أسلط الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الفيفا في تطوير كرة القدم في بلدان مثل موريتانيا، إنها بمثابة الأم والأب للرياضة هناك، فهي تساعدك في كل شيء لكنها تطلب منك بذل المجهود، فالفيفا على رأس الداعمين لجميع المشاريع الرياضية، كما تساعد في تدريب الفنيين وفي بناء البنى التحتية الرياضية، وهذا أمر يجهله معظم الناس.

حدثنا عن الوضعية الحالية؟

في عام 2012، كانت موريتانيا تحتل المرتبة 206 في ترتيب فيفا، وأما في يوليو الماضي، فقد حلت في المرتبة 81. في أغسطس فاز الفريق على منتخب مالي في عقر داره، وكذلك فاز على فريق جنوب أفريقيا، إن المدرب كورنتين مارتينز يقوم بعمل ممتاز، وحسن الاختيار هو المرآة ويمكننا أن نفعل ذلك بشكل أفضل مع القاعدة، هذه هي الأولوية ونحن نعتمد على نموذج النجاح الإسباني، دائما ما يقول أحمد: "إذا كان يمكن لأطفالكم أن يفعلوا ذلك، فأطفالنا أيضا يمكنهم فعله".

وهل تلاحظون تحسنا؟

لقد انتقلنا من 2000 رخصة إلى 12000، في الوقت الحالي، ولدينا قاعدة بيانات لاعبي كرة القدم، مع أعمارهم، وهذا ليس أمرا سهلا في أفريقيا، كما أن هناك، بطولات للناشئين تحت 12 سنة، و15 سنة و17 سنة، وفي هذا العام نحن في طريقنا لتنظيم بطولة للمنتخبات تحت سن 20 سنة. لقد بنينا خمسة حقول من العشب الاصطناعي، كما قمنا بتنظيف عدد من الملاعب من الحجارة الكثيرة التي كانت تعيق عمل اللاعبين. كما قمنا بتنظيم المهرجانات في المناطق الداخلية من البلاد وحتى في مخيم امبرة للاجئين فكرة القدم تعطيهم القوة، وكل هذه الجهود كانت بفضل مثابرة الرئيس وفريقه، وبدعم من الحكومة.

لقد أنشأنا أكاديمية رياضية حيث يقيم الأطفال الذين تم اختيارهم من بين أكثر من 2000 مترشح، حيث يتم تعليمهم وتدريبهم بشكل إنساني، وهذه الأكاديمية يشرف عليها عمر اندياي، القائد السابق لفريق المرابطين. العديد من الأطفال لا يزالون يلعبون دون أحذية، ولكن أعطهم كرة قدم وستتغير طريقهم للأفضل.

كيف هو لاعب كرة القدم هناك؟

إنهم يمتلكون مواهب، أكثر من امتلاكهم للقوة البدنية، في السابق لم يكن ينظر لموريتانيا للبحث عن المواهب، لكن الوضع تغير حاليا، ف تكدي والطنجي وعبد الله... بدأ ينتشر صيتهم بشكل لافت.

وماذا عن كرة القدم النسائية؟

إن هذا الأمر يمثل ركيزة أساسية بالنسبة للفيفا وبالنسبة للاتحادية الموريتانية لكرة القدم كذلك، لذلك أنشئت إدارة لهذا الغرض برئاسة السيدة أومو كان، وهناك فئتان: الفئة العليا والفئة الفرعية، تحت 15 سنة، على سبيل المثال، فاتو التي لعبت في السنغال، جلبت خبرتها هنا. في موريتانيا، تطوير كرة القدم النسائية شيء معقد للغاية، ولكن نحن سعداء جدا بالتقدم المحرز، ونأمل في تقدم هذا المشروع في المستقبل.

هل تشعرون أنكم مهددون بالإرهاب الإسلامي؟ فكرة القدم هي واحدة من أهدافه.

إن العالم بأسره مهدد بهذه الظاهرة، لكنني شخصيا لم أشعر أبدا بأي تهديد على الإطلاق من أي شخص. أقيم هنا منذ أربع سنوات تقريبا، ولم أتعرض لأي حادث على الإطلاق. زوجتي وأولادي يعيشون معي وهم مسرورون جدا بذلك؛ موريتانيا بلد جميل، وشعبها مضياف جدا. أنا أشجعكم على المجيء هنا.

- للاطلاع على المقابلة من مصدرها الأصلي، اضغط هنا