حفل بمناسبة ترشح بنت بلال لجائزة أمريكية (تفاصيل)

أربعاء, 2017-11-08 16:07

أقام السفير الأمريكي بنواكشوط لاري أندري اليوم الأربعاء 8 نوفمبر 2017 مأدبة غداء على شرف النائبة المعلومة بنت بلال، بمناسبة ترشيحها للحصول على جائزة "المرأة الشجاعة في موريتانيا لسنة 2018 وهي جائزة دولية تقدمها وزارة الخارجية الأمريكية كل سنة.

واعتبرت السفارة في موجز إعلامي وزعته بهذه المناسبة أن بنت بلال كرست وجودها في البرلمان لتعزيز حقوق الإنسان ومكافحة جميع أشكال التمييز في موريتانيا.

وشارك العديد من البرلمانيين وأعضاء المجتمع المدني الموريتاني، ولا سيما قادة حقوق الإنسان وحقوق المرأة، في مأدبة الغداء التي تشكل جزء من الجهود التي تبذلها السفارة الأمريكية لتشجيع الحوار بين مختلف الشركاء الموريتانيين حول القضايا ذات الأولوية للبلاد.

وتبادل السفير والنائبة إلقاء كلمات بهذه المناسبة أمام الحضور.

وفيما يلي نص الكلمتين:

أولا: كلمة السفير:

سيداتي سادتي،

ايها الضيوف الكرام،

صباح الخير،

إننا نجتمع هنا اليوم من أجل الإشادة بالعمل الذي تقوم به السيدة المعلومة بنت بلال التي فازت بجائزة '' المرأة الموريتانية الشجاعة لسنة 2017 '' والتي تم ترشيحها من موريتانيا لجائزة المرأة الدولية الشجاعة التي تنظمها وزارة الخارجية الامريكية .

السيدة معلومة تخلف الفائزة لهذا العام السيدة زينب منت طالب موسى و فاتيماتا امباي سنة 2016، والسيدة معلومة منت الميداح سنة 2015.

السيدة المعلومة منت بلال سعيد هي واحدة من عدد قليل من النواب النساء الحراطين انتخبت في عام 2006 وأعيد انتخابها في عام 2013 في الجمعية الوطنية لجمهورية موريتانيا الإسلامية. لها صوت قوي في البرلمان مما يجعلها واحدة من أكثر الأعضاء احتراما من الأغلبية والمعارضة. أكثر المشاريع الهامة التي دافعت عنها كانت مرتبطة بتعزيز حقوق الإنسان والمساواة ومكافحة جميع أشكال التمييز في موريتانيا. وهي المتحدثة باسم النساء في موريتانيا حول هذه القضايا أمام البرلمان الموريتاني.

السيدة معلومة لا يزال يعرف عنها كفاحها القوي وطنيا ودوليا من أجل تحسين وضع السجون في موريتانيا.  التي تعاني حسب قولها من تدهور في وضعها الاجتماعي والأمني والصحي والتعليمي مما يؤدي إلى فرار بعض السجناء وإلى انتشار الأمراض والأوبئة.

السيدة معلومة منت بلال سعيد هي أحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة الوطنية غير الحكومية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان التي تضع نصب اعينها الكفاح من أجل القضاء على العبودية، نجدة العبيد التي تم إنشاؤها في عام 2005، والتي يرأسها زوجها بوبكر ولد مسعود، والمعروف أنه احد المناضلين الأكثر شهرة ضد العبودية في تاريخ موريتانيا.

لقد أنشئت جائزة المرأة الشجاعة عام 2007. و  تكرم هذه الجائزة النساء في جميع أنحاء العالم الذين أظهروا شجاعة وقيادة استثنائيين في الدفاع عن حقوق الإنسان، وتعزيز حقوق المرأة، والتقدم الاجتماعي، في كثير من الأحيان بالرغم من المخاطر المترتبة على ذلك.

ثانيا: كلمة النائبة:

بسم الله الرحمن الرحيم ، وصلى الله على من بُعث رحمةً للعالمين

صاحبَ السعادة سفيرَ الولايات المتحدة الأمريكية..

السيدات والسادة المدعوون الكرام..

المناضلون والمناضلات..

الحضور الكريم..

لا أعرف من أين أبد قصتي التي تقرؤون اليوم فَصْلا من فُصولها...هل أقصُّ عليكم حكاية طِفْلةٍ وُلدتْ في أسرة من العبيد، حُرِمَت في صـِباها مُلاعَبةَ شقيقتِها التي أُخِذَتْ لتَخْدمَ أسيادنا في البادية... طفلة حُرِمَتْ من مُرافَقَة أقرانها إلى المدرسة ؛ لأجل خدمة زوجة سيِّدها.

أمْ أحكي لكم قصَّةَ شابَّةٍ في وسَط استعبادي ضَاغطْ ...فهمت مُبَكِّرا خلفياتِ وجوهرَ ظاهرةِ الاستعباد البغيضة فشرعت بما أتيح لها من وسائل في القضاء عليها.

ايها الحفل البهيج..

لقد آمنتْ تلك الطفلة منذ ثمانينيات القرن الماضي بأن الشروعَ في العمل النضالي،بناء الذَّات، و التَّحْسِيسَ المستمرَّ والإدانة التامة للتهميش، وفضْحَ الممارسات الاستعبادية، والوقوفَ في وجه العادات الاجتماعية التقليدية الوهمية المُنافية للكرامة، ودَحْضَ المزاعم الدينية المُفــْتراةْ، هي أهمُّ الوسائل السلمية للقضاء على داء العبودية في بلدي.

وفي سبيل ذلك كنتُ دائما  في مقدمة كل النضالات الساعية إلى خدمة الكرامة والعدالة الاجتماعية في هذا البلد، بدءًا من حركة "الحر" مرورا بتأسيس الأحزاب التقدمية الملتزمة بهذا الخط النضالي كاتحاد القوى الديمقراطية (1991)، والعمل من أجل التغيير (1995) ،وصولا إلى مقعدي النيابي الذي جعلت منه منبرا مناهضا للاستعباد، والتهميش، والتمييز، القهر ..طوال عشر سنوات..

أيها الحضور الكريم..

إن تجربتي المتواضعة في النضال سمحت لي بالاطلاعِ ، وتقديرِ الدَّوْرِ الذي لعبته الولايات المتحدة الأمريكية ممثلة اليوم في سفيرها الـــفَذِّ سعادة السفير[ لاري آندريه] و طاقمه المتميز  الذي ركز بالدوام، خلال إقامته في بلدي، على إثراء التنوع الثقافي ، وتعزيز الاندماج بين مكوِّنات الشعب، وتقوية العيش المشترك بين فئاته، والتصدي لظاهرة الاستعباد بشجاعة، وحثِّ جميع الفاعلين الوطنيين على الالتزام بحقوق الإنسان والتسامح والقضاء على العبودية بكافة أشكالها.

لـــذا اسمحوا لي أن أنتهز هذه الفرصة؛ لأقدم له جزيل الامتنان والعرفان ، ومن خلاله للذين شرَّفوني بهذا التكريم المُحَفِّزْ... أصالةً عن نفسي ونيابةً عن كل متطلِّعٍ مناضلٍ يعمل جاهدا من اجل موريتانيا..متنوعةً.. متعايشةً.. مُتلاحمةً.. متقاربةً..موحدةً .. وقويةً.. خاليةً من القهر الاستعباد..

أيها الحفل الكريم..

لا شكَّ أن هذا التكريم اليوم يتجاوز شخصي المتواضع ليصِل كلَّ النساء.. كلَّ الرجال الذين ناضلوا بإخلاص وعــزم ٍ من أجل الحرية والمساواة والكرامة: الحاضرين منهم.. و الذين غابوا، أو غيَّبهم الموت قبل أن يروا هذا الحلم يتَحقــَّقْ..

فهنيئا لهم جميعا..و لكم بهذا التكريم الذي سيكون دفْعًا آخرَ نحو النضال من أجل موريتانيا وطنًا للجميع...

أشكركم و السلام عليكم.