نداء أممي لطرد شبح المجاعة من اليمن في 2018

سبت, 2018-01-27 00:03

يتجه اليمن في العام الجاري نحو أوضاع إنسانية أكثر مأساوية، الأمر الذي دفع الأمم المتحدة لإطلاق أكبر نداء استغاثة لتوفير 2.9 مليار دولار لإنقاذ أكثر من 13 مليون يمني (من أصل حوالي 28 مليونا) من مجاعة محتملة، في ظل عدم التوصل لحل السياسي للصراع بالبلاد.

وتردت الأوضاع في اليمن بشدة تحت وطأة حرب مستمرة منذ نحو ثلاثة أعوام، بين القوات الحكومية ومسلحيجماعة الحوثي بعد تحالفها مع الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح والانقلاب على الحكومة الشرعية والسيطرة على العاصمة صنعاء منذ عام 2014.

 

خطة أممية
كشفت وثيقة خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2018، التي أطلقتها الأمم المتحدة الأحد الماضي، عن زيادة غير مسبوقة في عدد المحتاجين مقارنة بالعام الماضي بثلاثة ملايين و400 ألف نسمة، وبزيادة نحو 800 مليون دولار عن 2017.

ودعت المنظمة الدولية إلى جمع مليارين و995 مليون دولار لتوفير المساعدات المنقذة للحياة والحماية. وقد تعهدالتحالف العربي بقيادة السعودية بتقديم مليار ونصف المليار دولار، وفتح منافذ برية وبحرية جديدة، لتقديم المساعدات والحيلولة دون وقوع كارثة.

وتقول خطة الاحتياجات الإنسانية -التي أعدها مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في اليمن- أن عدد شديدي الاحتياج للغذاء وصل إلى 13 مليونا و100 ألف نسمة، وإن عدد من يحتاجون إلى نوع من أنواع المساعدة الإنسانية وليس الغداء فقط وصل إلى 22 مليونا و200 ألف نسمة.

وكشفت الخطة أن الرقعة الجغرافية للمحتاجين توسعت، إذ ارتفع عدد المديريات التي حققت أعلى درجات الاحتياج إلى 26 مديرية، بزيادة خمس مديريات عما كانت عليه قبل خمسة أشهر، بينما تواجه 107 مديريات من أصل 333، مخاطر متزايدة بالانزلاق نحو المجاعة.

 

طوارئ بـ 12 محافظة
وأرجعت الوثيقة الأممية أسباب تردي الأوضاع لاستمرار الحرب وانعدام الأمن، والنزوح المطول، وارتفاع معدلات سوء التغذية. وقدرت أن ستة من كل عشرة أشخاص (17.8 مليون) لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم الغذائية التالية، وأن حوالي 8.4 ملايين شخص (29% من السكان) يواجهون مستويات مرتفعة من خطر المجاعة.

 

وصنفت الوثيقة 12 محافظة من أصل 22 أنها في حالة طوارئ، إذ يحتاج قرابة سبعة ملايين شخص لخدمات علاج من سوء التغذية أو الوقاية منه، بينهم 2.9 مليون بحاجة إلى علاج سوء التغذية الحاد.

ويتصدر الأطفال قائمة المتضررين، إذ يعاني 1.8 مليون طفل دون سن الخامسة، بينهم نحو 400 ألف طفل مصابون بسوء التغذية الحاد الوخيم، وجميعهم بحاجة لإلحاقهم فورا ببرامج التغذية العلاجية.

انهيار الخدمات الصحية
شهد 2017 انهيارا للخدمات الصحية وتفشي وباء الكوليرا والدفتيريا، وقالت الوثيقة الأممية إن 16.4 مليون شخص في 215 مديرية بحاجة للمساعدة لضمان الوصول الكافي للرعاية الصحية، لافتة إلى أن 9.3 ملايين شخص منهم بحاجة ماسة. لكن 50% فقط من المرافق الصحية في 16 محافظة شملها المسح الأممي تعمل بكامل طاقتها.

وحذرت الوثيقة من أن عدم دفع رواتب العاملين الصحيين والصعوبات في استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية تستنفد قدرة قطاع الصحة العام، بينما ليس باستطاعة غالبية السكان تحمل تكاليف القطاع الصحي الخاص.

وتتوقع الوثيقة موجة أخرى من انتشار الوباء ما لم يجر فورا إصلاح البنية التحتية الأساسية للمياه والصرف الصحي. وحذرت من تقلص حيز العمل الإنساني بسبب استمرار النزاع، حيث يحتاج 16 مليون يمني مساعدات إنسانية لامتلاك القدرة على الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والمرافق الأساسية للصرف الصحي والنظافة الصحية.

 

غياب التعليم
تعرضت 256 مدرسة باليمن لأضرار كلية بسبب الحرب، بينما تعرضت 1413 مدرسة أخرى لأضرار جزئية. واحتلت جماعات مسلحة 23 مدرسة من أصل 34 مدرسة.

وذكرت خطة الأمم المتحدة للاحتياجات الإنسانية باليمن أن 1.9 مليون طفل يفتقرون إلى التعليم، في حين يحتاج أكثر من أربعة ملايين و147 ألف طالب إلى دعم تعليمي واستجابة تتعلق بالنظافة الصحية.

وأشارت الوثيقة إلى أن الأطفال النازحين في سن الدراسة والأطفال في سن الدراسة بمناطق المدارس المغلقة معرضون لمخاطر فقدان التعليم، بينما يتعرض الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة لخطر إهمالهم وحرمانهم من حقهم في التعليم.

 

المصدر : وكالة الأناضول