اتجاهات الساحة السياسية والحوار

جمعة, 2015-01-23 10:34
حبيب الله ولد أحمد

كل الأطراف المحلية مع الحوار وترى فيه سرا وعلانية فرصة وحيدة لإخراج البلاد من نفق الأزمة السياسية الحالية ونعنى بتلك الأطراف الأغلبية بمختلف مسمياتها والمعارضة بمختلف تشكيلاتها والقوى "البرزخية" التى تضع رجلا هنا ورجلا هناك مثل "التحالف الشعبي الذى يجر عربتين منهكتين هما الوئام والصواب" و"تواصل" الذى هو عربة تدور وحدها ولديها رأسان هذا قابل للإلتحام فى أية لحظة بقطار المعارضة وذلك مستعد فى أية لحظة للإلتحاق بقطار الأغلبية و"التكتل" الذى يقود عربات قطار مفكك متآكل اسمه "المندى"
ومع اجماع هذه الأطراف على ضرورة الحوار فإنها أيضا ليست متحمسة له ولامستعدة له فللحوار معوقات كثيرة لعل من ابرزها
ـ انعدام الثقة بين الاغلبية والمعارضة خاصة وان ماضى الحوار ليس مشجعا على الإطلاق
ـ غياب رؤية واضحة بشأن الحوار لدى الأغلبية فالرئيس وحده من يحدد مساراته وأهدافه ويوافق على مخرجاته أويرفضها ويبدو انه مهتم فقط بالبحث عن طريقة للترشح مرة أخرى للمأمورية القادمة وقديحرق كل المراكب فى سبيل ذلك الهدف
ـ لاتوجد معارضة قوية وواضحة الملامح والمطالب فالمعارضة غير متماسكة وليست على قلب رجل واحد فهي أرخبيل جزر "سياسية" لكل جزيرة فيها رؤيتها وخصوصيتها ومطالبها وأهواؤها التى لاتتقاطع إلا فى حالات نادرة مع رؤية وخصوصية ومطالب وأهواء بقية "الجزر" وهي مفككة بالكامل وتحتاج بناء ثقة وترتيب أوراق داخلية إذاكانت فعلا مقتنعة بالحوار وتريد دخوله موحدة بمطالب مجمع عليها
ـ ان النظام زرع "عبوات" ناسفة متحكم فيها عن بعد فى صفوف المنتدى وقوى وأحزاب المعارضة ويحركها فى الوقت الذى يراه مناسبا لشيطنة المنتدى وبقية قوى المعارضة فلاغرابة مثلا أن تشهد المعارضة تضاربا فى المواقف من الحوار بل حتى انسحابات وانفجارات داخلية ونتذكر الحفرة التى حفرت للتكتل ليقع فيها مفرطا فى جيش ضارب من النواب والشيوخ والمستشارين البلديين عندما أقنع بأنه لاجدوائية فى انتخابات مزورة ومعروفة النتائج سلفا وكأنه لم يخض انتخابات مشابهة فى السابق وفى ظروف أسوأ تزويرا ومضايقة وضبابية فى المشهد السياسي المحلي
ـ ليس هناك هدف محدد للحوار ولا آليات ولاضمانات وبالتالى فهويحمل فى طياته بذور الفشل فالحكومة ليست جادة ولاتقدم أية ضمانات يحسن السكوت عليها فى سبيل حوار حقيقي والمعارضة مرتبكة وغير متحمسة لحوار لاتملك من أمره شيئا وليست واثقة من طرفه الآخر
ـ المواطن البسيط لايلقى بالا للحوار فقد سئم لعبة شد الحبال بين السياسيين الذين خاب ظنه فى معظمهم وهو يراهم يتبادلون المواقع والمواقف والسباب والشتائم وكأنهم ليسوا على سفينة توشك أن تغرق ولات حين مناص.

من صفحة الكاتب على الفيس بوك