أعلنت شركة شيفرون الأمريكية مطلع الشهر الجاري عن شراءها لنسبة 30 بالمائة من شركة كوسموس الأمريكية التي حصلت في العام 2009 على ثلاثة مقاطع للتنقيب عن البترول في موريتانيا.
وقد أنهت هذه الأخيرة عمليات الدراسة الزلزالية للمقاطع وهي الآن في مرحلة الحفر؛ وهي مرحلة مكلفة تتطلب إدارة جيدة للمخاطر، ولذلك لجأت للبحث عن شريك فكان شفرون عملاق صناعة البترول الأمريكية، التي أصبحت تمتلك 30 بالمائة وكوسموس 60 بالمائة و10 بالمائة لشركة المحروقات الموريتانية بحسب القانون.
هذا الخبر تم نشره على نطاق واسع في الإعلام الموريتاني كما لو أن معجزة نفطية قد حدثت في ظل هذا الظرف الاقتصادي العصيب، ومع ذلك فإن قدوم عملاق كشفرون إلى موريتانيا هو بحد ذاته حدث مهم. لكن مثل هذه الشراكات بين الفاعلين في قطاع النفطي هو أمر طبيعي، حدث قبل هذا مع توتال التي وقعت شراكة سوناتراك الجزائرية وقطر للبترول وكذلك شركة شاريو التي تشاركت مع كارين أنيرجي.
إن الاكتشاف الذي لم يتم تقييمه في السنغال قد يدفع الشركات البترولية للاعتقاد باحتمال وجود الذهب الأسود أيضا في موريتانيا. وبذلك ستعيش موريتانيا من جديد مرحلة مشابهة لتلك المرحلة التي عشناها في بداة القرن الحالي.
آمال بالبترول لم تلبث أن تبخرت؛ وود سايد ثم بتروناس وتولو كلهم لم يستطيعوا التمتع بالبترول الموريتاني؛ بل إن شركة تولو البريطانية خسرت 300 ملايين دولار. وهي معطيات تجعل من المبكر كل هذا التباهي بما تم الكشف عنه من احتمال وجود احتياطي بملياري برميل من البترول.
فالعملية بحد ذاتها تتطلب وقتا، فخلال سنة 2015 من المتوقع حفر بئرين للتنقيب وسينتهي الحفر في مايو وتبدأ مرحلة تقييم الاحتياطي التي تتطلب سنتين، فلا يمكن قبل سنة 2017 الحديث عن احتياطي مؤكد.
وهو ما يعنى أن الأخبار التي تم تسريبها وتداولها تمت إشاعتها عمدا من طرف سياسيين مقربين من الحكومة بغرض الاستغلال السياسي في هذا الظرف.