على خطى "الزائير"

اثنين, 2015-02-16 11:57
ببان كواد - مسؤول إعلام اتحاد قوى التقدم

بعد صراعات مريرة على السلطة في الكنغو الديمقراطية - أدت إلى انفصال إقليمي "كاتنغا" بعد 5 أيام و "كازائي" بعد اسبوعين من إعلان الاستقلال عام 1960 . وتوتر العلاقات بين رئيس الدولة "كازافوبو" ورئيس الحكومة "باتريس لومومبا" - قاد رجل المؤسسة العسكرية القوى وقائد الأركان الجنرال موبوتو سسي سيكو انقلاباً أول ، مثلما قاد قائد الحرس الرئاسي العقيد محمد ولد عبد العزيز انقلابا أول بموريتانيا عام 2005 في ظروف مختلفة شكلا ومشابهة مضمونا ، أعاد - بضغط منه - المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية الحكم إلى المدنيين بعد 19 شهرا ، مثلما أعاد سسي سوكو السلطة إلى "كازافوبو" بعد ثلاثة أشهر . 
تلاحقت الأحداث بسرعة في الكونغو ، فاستغل الجنرال "موبوتو" إقالة رئيس الحكومة تشومبي وفشل الرئيس "كازافوبو" في تشكيل حكومة جديدة عام 1965، ليقود انقلابا ثانيا ، تماما مثلما استغل الجنرال عزيز إقالة قادة المؤسسات العسكرية للإطاحة بالرئيس سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله. 
وبمنطق عصريين مختلفين عمد كل من الجنرالين إلى توطيد أركان حكمه . فالكونغولي حل الأحزاب والغى الدستور وحل البرلمان ، قبل أن يصدر دستورا جديدا وينشئ حزبا وينظم انتخابات على مقاسه مكنته من الفوز لاحقا بنسبة 100%. 
أما صاحبنا فقد احترم شكل المؤسسات لكنه أفرغها من كل مضمون ، مما مكنه من الفوز في استحقاقين رئاسيين ، اتهم بالتزوير في أولهما ودفع المعارضة إلى مقاطعة ثانيهما. 
وإذا كان موبوتو استطاع تطبيع الساحة حتى لا أقول تطويعها بعد احتوائه تمرد 1977 و78 ، خلال عقد الثمانينات ، فإن صاحبنا ، اجتاز مطبات لا تقل خطورة كتداعيات الربيع العربي والنيران الصديقة وصناديق كمبا با .... 
ومثلما تأججت الاضطرابات بداية التسعينات في "الزائير"، بعد إقالة زعيم المعارضة ورئيس الوزراء تاشيسكيدي 1993. وما تلا ذلك من أحداث ادراماتيكية ، وصل فيها حكم "موبوتو" أضعف مراحله . ها هي الأزمات تحاصر صاحبنا من كل مكان ، وليس الاحتقان السياسي والغلاء المعيشي وارتفاع البطالة وسجن الحقوقيين وأزمات القطاع المالي والمصرفي وإضراب ازويرات إلا بعض مظاهرها . 
في الزائير أو الكونغو الديمقراطية ، لم يجد الرئيس بدا حينها من دعوة المعارضة إلى الحوار والإعلان عن استعداده لتقديم كل التنازلات ، لكن هذه الأخيرة ماطلت واشترطت ومانعت ، مراهنة على انهيار النظام ، لكن خروج لورون كابلا من الأدغال مدعوما بمليشيا التوتسي وبعض أنظمة المنطقة ، فاجأ الجميع وعاجله فطرد موبوتو خارج البلاد ووضع زعماء المعارضة رهن الاعتقال . فهل تنتظر الأطراف السياسية في بلادنا خروج كابلا آخر من بعض الأدغال الموريتانية ؟؟

نقلا عن صفحة الكاتب على الفيس بوك