مذكرات أعماقي (الحلقة 2)

خميس, 2015-03-12 14:19
محمد الأمين ولد سيدي مولود

... أنا وزملائي كنا معجبين بذلك الرجل الذي استطاع أن "ايْحَمٍ المرجع" خصوصا عندما شاهدناه يكاد يلامس سيارة فخامة القيادة الوطنية، غير أن بعض الحرس منعوه بل أبعدوه بطريقة خشنة شيئا ما .. دكمروه فسقطَ .. طاحت عمامتو .. ربما مقطو أحدهم بدبوس أو نكبو برانجورس! .. سمعنا "ويلو" لكننا كنا مركزين على الوفد وسيارة الرئيس..

لا أعرف إن كان أبو بدر بين الحرس الذين اتخلطو مع الصيد، لكنني أعرف أنه عاد إلينا مع أبي شامة بعد ذلك وكان امكفتْ جنحين تركيه تكفيتـَه أعجبت بعض الحضور ممن يحترم عرض العضلات على الطريقة الأعماقية المباشرة... !!

تخطانا الرئيس بسرعة إلى المنصة غير أنا صمكناه بتمجادنا ليعرف من نكون .. ولتمسع بنا العرب فتهابنا ...

تدافع الناس .. ودفْعوا إلى المنصة قرب دار الوالي .. أمام الثكنة العسكرية .. وبالمناسبة فالثكنة العسكرية في الولاية "الأولى" في الأعماق كانت قبل مناوشات القاعدة أسوء حالا من ثكنات انواكشوط قبل انقلاب الفرسان 2003 ..
هل تتذكرون ثكنة الحرس ونادي الضباط وما بينهما قبل 2003 حيث كانت مرتعا للمعيز والتركه ال يلعبوا بلوه؟

دار الوالي كبيرة جدا وعلى حاشية البطحا على ربوة .. بنيت أصلا على الطريقة التي يبني بها المستعمر الخوبات في موريتانيا .. في آلاك في تكانت وأطار .. الخ كانت من أكبر ديار الأعماق فنحن لا نهتم بالعمران كثيرا وليس من ثقافتنا، إلا ما جد بعد أن طلب أبو شامة من رموز الفساد بناء ديار في الداخل فقاموا يتسابقون بالبناء في عموم الولايات. فشاركنا في تلك المهزلة التي عمت في الأعماق وخاصة لعصابه والحوض الغربي ولبراكنه والحوض الشرقي .. حيث نجد أحيانا قصورا كلفت الملايين في فلاة لا يسكنها الا الجن من موالاة الحزب الحاكم من أهل الخلاء ...
أصبحنا نرى قصورا جميلة في مدخل المدينة .. كما قام بعض التجار ببناء ديار لباس بيهم...

الوالي عندنا في الأعماق ظاهرة محورية وكونية هائلة.. لا يمشي في الأسواق ولا يأكل الطعام إلا ما كان منه معروف لو شي ..

يشتغل الولاة في الأعماق بإذكاء النعرات القبلية .. فكم من والي امتلأ إبلا من ديكت أهل (س) وأهل (ط) .. وكم من والي وحاكم تركع من مشاكل (تن) وأهل (ط م).. أما (ك) و (ج) فمناكفاتهم تدخل في إطار التنمية المستدامة والمشاريع المدرة للدخل للولاة والحكام ...

أحد الولاة في يوم مشهود شتم رموزا كبارا اجتماعيا شتما مقذعا وهددهم بالطرد. ثم أرسل الحرس إلى واحد منهم عند الباب ودكمروه .. كنا نعتقد أن يلمسه بسوء سييبس زرو .. غير أن هذا الوالي تم تحويله بعد الحادثة بأكثر من سنة ربما زباه!

الوالي والحاكم وأهل سر الحرف التابعين لهم لا شغل لهم في الأعماق غالبا إلا المشاكل الاجتماعية لأن الأعماق لا توجد بها معارضة تنجاب أخبارها .. فأصبحوا يتهمون البعض بعدم التفاني في الولاء. حيث ذهب من المهرجان هو الاول بعد خطاب الرئيس وذهاب الوفد وتفرق الجماهير واشتداد الحر...

ويتهمون القبايل أحيانا .. حيث أن قبيلة (ت) مثلا أكثر منهم خيل (ج) في الاستقبال وهذا معناه أنهم معارضون أو أن أجدادهم كانوا معارضين للويس العاشر حيث لم يجلبوا لهم ما يكفي من الخيول العربية الزايكه من الفوكلاند أو مزارع أمريكا....

آه آه آه .. أسكتو أسكتو يعطيكم لخلا الرئيس يصعد المنصة ..!

اختلطت القبائل تماما كما تختلط في ساحة القتال بعد المبارزة .. فلا ترى إلا بقية راياتها ممن ثبت رماته..

ويها بني عبد الدار / ويها حماة الأدبار / ضربا بكل بتار

يتتابع

الحلقة (1)