هل رافق السفير الأمريكي الرئيس إلى النعمه؟!

أربعاء, 2015-03-18 12:15
البشير عبد الرزاق

منذ بداية الزيارة الرئاسية للحوض الشرقي لم نسمع كلاما سوى لغة الدولار، في البداية تحدث الرئيس عن خمسين مليون دولار قال إنها باتت جاهزة لدى البنوك الأولية وأنها موجهة للاستثمار في الولاية، ثم ما لبث الرجل أن زاد عليها خمسة وعشرين مليونا أخرى و أيضا بالدولار هذه المرة، قال إنها بحوزة صندوق الإيداع والتنمية وأنها ستوجه لذات الغرض.
الأمر الغريب هو أن الرئيس لم يتحدث عن الأوقية لا بخير ولا بشر ولا ببنت شفة وكأننا أضحينا في ولاية أمريكية دون أن ندري، وحتى عندما تناول الرجل مشكل الأعلاف وأراد أن يطمئن السكان على قطعانهم في هذه الأيام العجاف، قال إن الدولة استوردت آلاف الأطنان منها، وكما تعلمون فعل "استورد" تفوح منه هو الآخر دائما رائحة دولار نتنة.
فما قصة الدولار التي كثر رواتها هذه الأيام؟ وما لها «الأوقية"، أليست عملتنا الوطنية الجميلة التي صمدت كل هذا الوقت في وجه عاديات الزمن؟
التفسير الوحيد هو أن السفير الأمريكي سافر مع الرئيس، ولا تقولوا لي إن الأمر مستحيل، فكما سافر معه رجل آخر لم يكن في الحسبان ولا في الركبان، يمكن أن يسافر معه صاحب السعادة فالطائرة الرئاسية تتسع للجميع، حتى القوم في المنتدى كان يمكن أن يسافر منهم "رهط"، لولا أنهم كانوا مشغولين للغاية بالتمهيد للممهدات الممهدة للحوار، فطرق الحوار وعرة جدا ولا يمكن أن يسلكها إلا سياسيون من ذوي الدفع الرباعي.
المهم هو أن يتأكد الجميع بأن صاحب السعادة الذي لم يعد يخلو منه مكان كان هناك، أما لماذا لم تروه رأي العين كما رأيتم غيره، فالمسألة بسيطة ربما يكون الرجل قد تنكر وأنتم خير العارفين بأن الإخوة في بلاد العم سام مولعون بالتنكر، ثم إن الصور القادمة من الشرق هذه الأيام تشبه إلى درجة الاستفزاز "حفلة تنكرية كبيرة"...