مستقبل الصحراء الغربية يقسم القارة الأفريقية

خميس, 2015-03-26 12:54
الصحراء الغربية

إنه الصراع شبه المنسي؛ إذ إنّ الصحراء الغربية الخاضعة للإدارة المغربية منذ 40 عامًا لم تعد تثير شغف أفريقيا. فباستثناء الجزائر وحلفائها، توقّفت العديد من الدول عن المطالبة باستقلال المستعمرة الإسبانية السابقة الغنية بالفوسفات، وربّما النفط والتحقت بالرباط التي تدعو إلى حكم ذاتي لهذا الإقليم.

وهذا ما أعاد الملك المغربي محمد السادس التأكيد عليه يوم 6 نوفمبر 2014 التأكيد عليه: “الصحراء الغربية ستبقى في المغرب إلى آخر الزمان“، وهذه رسالة موجهة إلى الأمم المتّحدة وكلّ الذين لا يزالون يحلمون بالصحراء الغربية المستقلة، الإقليم الّذي تبلغ مساحته 267000 كم مربع؛ أي تقريبا نصف مساحة المغرب.

وقبل سنوات، أثارت مثل هذه الإدانات موجة من الإدانة في هيئات الاتحاد الأفريقي الذي يعدّ من بين أحضانه، الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية ولكن لم تؤد إلى شيء.

وقد فقد النضال الذي يقوده الانفصاليون الصحراويون زخمه لصالح الهجوم الدبلوماسي الذي تقوده المغرب في القارة؛ إذ ناضلت الرباط طويلا للقبول بخطتها للحكم الذاتي الموسع عوض استقلال هذا الإقليم الّذي تحتله منذ عام 1975.

بالنسبة لساحل العاج، الصحراء مغربية

قد كلّفت قضية الصحراء سفير ساحل العاج لدى الأمم المتّحدة يوسفو بامبا وظيفته؛ إذ أقيل في بداية مارس 2015 بسبب اتّخاذه موقفا معاكسا لسياسة حكومته. إذ صرّح الدبلوماسي العاجي أنّ الصحراء الغربية “آخر إقليم غير ذاتي في أفريقيا“.

وقد بلغت هذه الخلافات الأفريقية حول هذه المسألة أوجها في مجلس الأمن التابع للأمم المتّحدة في نيويورك في أكتوبر 2014. وعلى غرار ساحل العاج، اختارت دول أفريقية أخرى الورقة المغربية؛ إذ إنّهم يدعمون خطة الحكم الذاتي للصحراء التي قدّمتها الرباط وهذه حالة الـغابون والكاميرون وغينيا والسنغال وبروندي. وهو الخيار الّذي ترفضه الجزائر ومعظم دول أفريقيا الجنوبية تماما.

“آخر بقايا الاستعمار في أفريقيا”

من بين الداعمين المخلصين لقضية الصحراء وصراع جبهة البوليساريو، يمكن أن نذكر جنوب أفريقيا والزمبابواي وزمبيا وتنزانيا والملاوي والموزمبيق وناميبيا وأنغولا، بالإضافة إلى أثيوبيا ونيجيريا. يرون أنّ الصحراء الغربية هي آخر إقليم أفريقي خاضع لهيمنة استعمارية.

ويذكّرون بانتظام أنّ محكمة العدل الدولي رفضت ادعاءات المغرب الإقليمية حول الصحراء منذ 1975.

لم تكن أفريقيا أبدا منقسمة بهذه الطريقة لتسوية الخلاف المستمرّ منذ 40 عاما، ومن هنا تأتي الصعوبة بالنسبة للمبعوث الخاصّ للاتحاد الأفريقي للصحراء الغربية. كما إنّ تعيين الرئيس الموزمبيقي السابق يواكيم شيسانو سرعان ما رفض من قبل الرباط، في حين حيّته الجزائر والجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية.

صحيفة التقرير