كريستوفر روس: صعوبة استئناف المفاوضات حول الصحراء

خميس, 2015-05-21 07:11

يجد المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية كريستوفر روس نفسه في موقف حرج جديد بعدما لم ينجح حتى الآن في تحديد تاريخ جديد للمفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو بشأن البحث عن حل للنزاع بسبب موقف البوليساريو.
وكان مجلس الأمن الدولي قد صادق على قرار جديد حول نزاع الصحراء خلال نهاية نيسان/أبريل الماضي ينص على مطالبة الأطراف المعنية وأساسا المغرب وجبهة البوليساريو باحترام حقوق الإنسان، ويحث على البحث عن حل عادل يتضمن تقرير المصير.
وكان يفترض أن يشكل صدور القرار بداية استئنـــاف المفاوضات بين المغرب والبوليساريو، وهي المجمدة منذ قرابة سنتين نتيجة تحفظ المغرب على دور كريستوفر روس ومقترحاته.
لكن القرار الجديد لم ينص على فترة زمنية محددة لتنفيذ تقرير المصير حلا للنزاع بل ركز على المفوضات، الأمر الذي اعتبرته جبهة البوليساريو خيبة أمل في مساعي الأمم المتحدة، خاصة بعدما كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد شدد في تقريرره السنة الماضية على أن سنة 2015 ستكون سنة الحسم في نزاع الصحراء مشددا على تقرير المصير.
وبدأت خيبة الأمل لدى البوليساريو تتجلى في رفض قبول مفاوضات مباشرة وبشكل سريع مع المغرب تحت إشراف كريستوفر روس في غياب توقيت زمني واضح بشأن تطبيق استفتاء تقرير المصير.
وعملت جريدة «القدس العربي» أنه إذا كان المغرب في الماضي هو الذي قام برفض استقبال كريستوفر روس وإجراء مفاوضات متهما الأمم المتحدة بالتحيز للبوليساريو، فهذه المرة يأتي الموقف الرافض من طرف البوليساريو التي لم تعلن علانية رفض المفاوضات، ولكن تصريحات زعمائه تدل على شروط لاستئنافها والتلويح في المقابل بخيار العودة إلى السلاح.
والبوليساريو تحت ضغط حقيقي من طرف ساكنة مخيمات تندوف التي بدأت تتهمها بالفشل ومنها بعض منابر إعلامية مثل «المستقبل الصحراوي».
وكان الأمين العام للأمم المتحدة قد أكد لمجلس الأمن ضرورة منح مبعوثه الشخصـــي كريستوفر روس مزيدا من الوقت ليطبق تصوره الجديد للمفاوضــات، وذلك في تلميح إلى ما يتردد منذ مدة وتناولته جريدة «القـدس العربـي» ويتجلى في مقترح الفيدرالية أو الكونفيدرالية.
ويسعى كريستوفر روس إلى تحريك المفاوضات مخافة من عودة البوليساريو إلى السلاح بعد هدنة بلغت 24 سنة، الأمر الذي سيعتبر فشلا ذريعا للأمم المتحدة في هذا الملف. ويراهن في هذا الصدد على المزج بين تقرير المصير الذي يؤكد عليه البوليساريو والحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب.