نزلت الحكومة الموريتانية برئيسها الصغير وزعيمها الكبير والإدارة بأكملها وكل الأسلاك العسكرية والأمنية ومواطنون عاديون "يحبون بلدهم" إلى الشوارع أو بعض الشوارع على الأصح، والهدف المعلن هو رفع القمامة الموجودة في نواكشوط في حملة موسعة.
لكن نواكشوط لم تصبح مدينة نظيفة؛ فمنذ فسخ العقد مع شركة النظافة الفرنسية مطلع العام الجاري تكدست القمامة في كل شوارع نواكشوط وساحاتها؛ ولم تفلح جهود المجموعة الحضرية في سد الفراغ الذي تركته الشركة الفرنسية؛ مما زاد معاناة سكان العاصمة في انتظار الوصول إلى حل مستدام لهذه القضية.
وبدلا من ترك الموضوع للبلديات للتفكير في إيجاد حل لها، فإن السلطات العليا كانت أكثر ديماغوجية من ذلك، فقد أمرت جميع الموظفين بحمل المكانس والنزول إلى الميدان؛ فمن الرئيس إلى الفراش قلد الجميع موضة الساعة وهي ارتداء ثوب رياضي وإعطاء الانطباع –مجرد إعطاء الانطباع- بمشاركة في الحملة الكبرى للنظافة، دون أن تكون هناك نتائج مرئية.
لن تنتج عن هذه الحملة آثار ملموسة وليس هذا هو الهدف منها؛ بل إنها تهدف إلى إثارة إعجاب المواطنين البسطاء من خلال مونتاج تلفزيوني في حين أن كل واحد يقوم بما ليس من وظيفته.
فالرئيس ووزراءه ليسوا معنيين بنظافة الشوارع بشكل مباشر بل إنها من وظيفة المصالح البلدية؛ أما هم فإن عليهم التوقف عن التفكير في حل هذه المشلكة؛ فلن تحل المشكلة عن طريق عملية يتيمة يقوم بها أشخاص غير مهنيين.
أسلوب يذكرنا بعهد هياكل تهذيب الجماهير والتطوع، فنحن نسير إلى الوراء باستمرار باستخدام أساليب بالية وسخيفة لم تثمر شيئا.
Biladi 970