مقارنة: موريتانيا قبل وبعد العاشر يوليو (تدوينات)

سبت, 2015-07-11 16:56
محمد الأمين ولد الفاضل

هكذا خاطب المرافق العسكري مولاي هاشم الرئيس المختار بهذه الكلمات في حدود الساعة الرابعة فجرا: " السيد الرئيس، لقد سحب منكم الجيش ثقته فلتتفضلوا بمرافقتنا".
هكذا بدأ أول انقلاب، وهكذا سيكون آخر انقلاب، وكأن الجيش له الحق في أن يسحب ثقته من الرؤساء متى شاء وكيفما شاء!!
أما البيان الأول لأول انقلاب فقد قرأه النقيب محمد محمود ولد الديه، وقد جاء فيه : "أيها الموريتانيون أيتها الموريتانيات يا شعب الأبطال ؛ لقد انتهى نظام الفساد، المعادي للوطن والمعادي للشعب. لقد قامت القوات المسلحة المؤتمنة عند الحاجة القصوى على الشرعية الوطنية بأخذ السلطة ".

لم يكن التعليم من قبل العاشر من يوليو بخير، ولكنه بعد العاشر من يوليو تحول إلى كارثة حقيقية، فيكفي أن نعرف بأن وزير الانقلابيين "حسني ولد ديدي" والذي سيختاروه فيما بعد لقطاع التعليم كان قد سارع إلى إلغاء السكن الداخلي لطلاب الثانويات والذي كان يوفر بيئة مناسبة للتعايش بين الطلاب من مختلف الأعراق والمكونات.
لقد قام هذا الوزير بتحويل كل معدات السكن الداخلي للطلاب إلى المؤسسة العسكرية، وكانت تلك بشارة سوء تنذر بخطورة ما هو قادم.

خلاصة الكلام: لم يكن عهد المختار ولد داداه عهدا رائعا بل كان عهدا مثقلا بالأخطاء، ولعل من أبرز تلك الأخطاء : حرب الصحراء، ولكن هذا العهد كان مثقلا أيضا بالعديد من الإصلاحات والانجازات التي تم تنفيذها في ظروف في غاية الصعوبة.
مشكلة العسكر أنهم انقلبوا على المختار ليصححوا أخطاءه، ولكنهم بدلا من أن يصححوا الأخطاء، ضيعوا الانجازات التي تم تحقيقها في عهد المختار، وجاؤوا هم بأخطائهم الكبيرة والتي أنست الناس في أخطاء الرئيس الراحل المختار ولد داداه.

نقلا عن صفحة الكاتب