أبو العباس إبرهام: حول دفاع الهابا عن عرض القصر

أربعاء, 2015-08-26 13:07
الكاتب أبو العباس إبرهام

إن (السلطة العليا للسمعيات والبصريات) "الهابا"، وبشكل أقلّ الديماغوجي المُنافح عن عرض القصر (لأن الديماغوحي لا يتحكّمُ، بالتّعريف، في أفكاره بقدر ما يُذيعُ الشعور المعتمر في طبلةِ أذنه وفي مُحيطه)، تريد تسييج الحاكِم وتحصينه من السخرية باعتباره ظلّ الله في الأرض وباعتباره مثالَ الأمة وروحها. هي تريد تبييضه وتظليله بالغمام ولكي تفعل ذلك فهي تُنكر أنّه يأكل الطعام ويمشي في الأسواق: أسواقه هو (و"آسواقاه"=أكاذيبه).

لقد سُرِقت "الهابا" وأُدرِجت في نظام تحصين "الرّئيس". لقد أصبحت مثلها مثل شُعراء كبار بهذا البلد تمّ التّخلُّصُ من قيمتهم الإبداعية وألحقوا بجهاز حمائي ودعائي لـ"رئيس" يتبيّن يومياً أنّه لا يمكن الدفاعُ عنه. إنّ "الهابا" ليست جهاز حماية الشرف العام بقدر ما هي قلعة شوطئية: خط الدفاع الأمامي عن شرفِ ساكن القصر وحُرمته. دمُ المواطن، أحرى شرفه، لا يعني "الهابا".

أثيرُ أحياناً امتعاضاً ممن يستخدمون الأخلاق في تأسيس اللا-أخلاق. والحقيقة أن هذا ما تفعلُه أيضاً "الهابا". إنّها تستخدم الوعظ بالمهنية والحث على الفروسيّة لمنع السخرية من الشخصيات، أو بالأحرى، الشّخصيّة، العامة. ولكنها وهي تنافح بظهرها عن الرّجلُ الكبير إنما تُنافِحُ عن حقِّه في النجاة بالبذاءة. إنّها تقوم بمغالطة منطقة ولُغوية وهي رفع السفالة وحماية الانتهاكات.

إن ولد عبد العزيز غير قابل للدفاع عنه بالحرمة التقليدية. لقد رماه طلبة الجامعة بالمناديل في 2009. ولقد رماه سكان لبراكنة بالحجارة. ولقد أسمعه الإيراويون الشتائم. ورماه سكان ازويرات الثائرة بالحجارة وبعلب الماء. له بكُلِّ ركن حجارة. وكممثل سيء فإن الطماطم الفاسد ينتظره بكلِّ مكان. إنّه وجبة شعبية مفضّلة. الهابا هي مشروع منع رشقه بالحبر بعدَ أن رُشقَ بكلِّ ما هو غير حبر، بما فيه فضائحه هو نفسها.

نقلا عن صفحة الكاتب