انقلاب بوركينا فاسو: إفريقيا ضحية لجيوشها

جمعة, 2015-09-18 17:48

بكل تأكيد  هناك لعنة لاتزال تطارد إفريقيا ذات الجلد السميك ،القارة التي لاحقتها اللعنات منذ بداية الزمن لم يتوقف عليها تراكم النكسات .

منذ فجر التاريخ ومعظم بلدان القارة  ضحايا للانقلابات العسكرية ، فجنودها يفضلون مسحوق رئاسة البندقية والحراب بدلا من تشغيل المادة الرمادية .

من كان يظن أن بوركينا فاسو التي بدأت تتحرر من قيود الدكتاتورية  الحاقدة التي تعرضت لها عدة عقود تغرق مرة أخرى في حالة من الفوضى مع عودة الجيش بقيادة فوج  الأمن  الرئاسي (RSP) سيئ السمعة ،الذي لم يكن سعيدا بفقد الامتيازات غير المستحقة التي كان يتمتع بها دائما في ظروف قوته .

في الواقع وكما هو موجود في جمهوريات الموز في إفريقيا ،الجيش كان دائما هو السيد بلا منازع في بوركنا فاسو مما يدفعه لمحاولة الاستيلاء على مقاليد السلطة في البد وإقامة نظامه  ، وكان نجاح التحول يستبعده  ،خاصة عندما نعلم أن مهندس هذا النظام هو بليز كومباوري الذي كان في مرمى لعدالة ،وكان يتحصن في أبيدجان من أجل إعداد رد أفضل . ومن المعروف عنه قدرته الهائلة في زعزعة استقرار الأنظمة في المنطقة واستخدمها بشكل يومي في مناورات لحسابه الخاص ،كما كان وراء النجاح اللافت للسيد الجديد لبوركينا فاسو رئيس الأركان جيلبرت جندري الذي هو بمثابة ذراعه الأيمن .

لذلك فإن بليز كومباوري هو الرابح الأكبر في هذا الانقلاب العسكري في بلد  الشعب الصادق وأعتقد أن إفريقيا كلها في تناغم مع صدى عملية السقوط التي لا تصدق والتي قام بها هذا الدكتاتور الدموي وهو مستعد للأسف للعودة إلى تصفية الحسابات التي قد تغرق البلاد في ظلام دامس .

Bakari Guèye

ترجمة الصحراء