NICOLAS BEAU: ولد عبد العزيز جدار وهمي ضد الإرهاب

ثلاثاء, 2015-10-20 13:35
NICOLAS BEAU

في مؤتمر "الأمن في منطقة الساحل" المنظم يوم أمس الاثنين في الجمعية الوطنية الفرنسية حاول، أصدقاء النظام الموريتانية تقديمه على أنه درع ضد الجماعات الجهادية، وذلك رغم علاقاته مع الجماعات السلفية ومع السعودية.  

ندوة الاثنين كانت مملة وهدفت لتلميع صورة للرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بصفته المحارب الوحيد للإرهاب والحليف الثابت للغرب. وتلك هي تمام الصورة التي رُسمت لمبارك وبن علي بعدما فقدا مصداقيتهما بالكامل.

حفنة "أصدقاء موريتانيا" الذين حاولوا استعادة صورة النظام التي ترهلّت من الشيخوخة تألفت نجم مكافحة الإرهاب السابق القاضي جان لوي بروغيير واثنين أو ثلاثة من المنتخبين البائسين والعقيد دي يونج المتخصص في الشئون الآسيوية والمحامي الغامض جمال ولد الطالب الذي دافع مرة عن ليلي بن علي والذي يُلمع صورة النظام الموريتاني على قناة آفريك 24. النظام الموريتاني يعول كثيرا على هذه القفزة الصغيرة لرد الهجوم الإعلامي الفرنسي عليه.

ويكشف التقرير السنوي لصندوق الأمم المتحدة للأغذية والزراعة 2015 أن ثلاثة أرباع الموريتانيين يعيشون في فقر مدقع، فحسب التقرير فإن 71.3 بالمائة من الموريتانيين يعيشون بأقل من دولارين في اليوم من بينهم 23.5 بالمائة يعيشون بأقل من دولار وربع يوميا. من حيث الفساد فقد جعل منه ولد عبد العزيز رياضة وطنية، وهو يواجه تحقيقا أمريكيا في حصول مقربين منه على رشاوى من شركة كينروس، وهو ما سيشوه صورة النظام في عيني الشريك الغربي الأقوى: الولايات المتحدة.

وإذا كان ولد عبد العزيز قد أظهر بعض البراعة في إدارة المعركة مع المعارضة فإن تلك المرحلة قد انتهت. فالزعيم الكاريزمي المناهض للعبودية الذي نافس ولد عبد العزيز بقوة سنة 2014 يوجد الآن في السجن دون رعاية صحية وفي حالة صعبة جدا. والمعارضة التقليدية بدأت تصعد هجومها ضد النظام بشكل غير مسبوق.

ولإخفاء هذا السجل الكارثي؛ يقدم ولد عبد العزيز نفسه في الخارج كضامن لاستقرار بلده رغم ما تمر به المنطقة من اضطرابات، فلم يحدث أي هجوم في موريتانيا منذ 2011. ولكن بأي ثمن؟ حان للوقت للخبراء في باريس أن يحللوا سياسة نظام نواكشوط بهذا الصدد.

فعلى المستوى الأمني هناك اتفاق غير مكتوب بين الرئيس والتيار السلفي، ترك لهم بموجبه الحرية في الوعظ والتدريس والحصول على أموال من الخليج. وأكثر من ذلك تمكن هؤلاء من استغلال الأمر سياسيا فهم من وقف ضد مشاركة موريتانيا سرفال ولم يستطع ولد عبد العزيز مناهضتهم وهم من يوفر له الحماية؛ والعلاقات الموريتانية السعودية الآن في أفضل حالاتها فمقابل سخاء سعودي بالقروض والمساعدات سترسل موريتانيا 500 جندي للمشاركة في حرب اليمن. وهو ما يمكن الجنرال عزيز من الإنفاق بسخاء على الجيش داعمه الرئيس.

لكنّ الرئيس لا يعول في الجيش سوى على كتيبة الحرس الرئاسي المكونة من بضع مئات من الرجال الذين يدينون له شخصيا بالولاء ويحاربون من أجله، كما حصل في بوركينافاسو، وذلك ما يثير الإحباط داخل الجيش النظامي.  

ترجمة الصحراء

لمطالعة الأصل اضغط هنا