السير وراء العقول المحنطة

عبد الرحمن ودادي

إتصل بي أحدهم يطالبني المسامحة.

قال أنه كان يسبني بسبب كتاباتي عن الشيخ الرضا.

وذكر بالحرف :

أعذرني كنت أنت تحذر و تنبه في طرف والعلماء حول الشيخ الرضا بالتزكية والأمداح و الدعاء له في الطرف الآخر.

من الطبيعي جدا أن نصدق العلماء ونقع في الفخ و نفقد كل ما نملك.

طبعا سامحته.

السبب في كوني لم اقتنع بالشيخ الرضا ومن سانده كالددو و بقية جماعة النصب هو أنني غير مستعد للتنازل عن عقلي.

ما توصلت إليه بالتفكير المنطقي وتطابق مع ابحاث في مجال الاقتصاد و تمت صياغته رياضيا كعملية بونزي لا يمكن أن اتنازل عنه بسبب رجال دين يعتبرهم العوام علماء.

العلم لا يتجزأ، و عندما تفوت أحدهم القفزة في الفكر الانساني من فلسفة و علوم اجتماع وقانون و اقتصاد وعلوم حديثة لا تصلح احكامه وتصوراته لنأخذ بها.

لو التقينا منذ ألف سنة خلت لربما استمعت إليهم لأن معارفهم لم تتخط ذلك الزمان.

مالا يدركه الكثيرون ان القفزة في العلم رافقها تطور قيمي و اخلاقي جعلت حتى التمسك الأخلاقي بالماضي كارثة حتى على المستوى القيمي.

ليس من المقبول في عصرنا الزواج بالأطفال، و لا ممارسة العبودية، ولا إخصاء العاملين في البيوت لحماية الإناث، ولا الدعوة لقتل الثلثين من أجل إصلاح الثلث، و لا القبول بظلم الحاكم و طغيانه لأنه يقيم الشعائر الدينية، ولا يكفر الكفر البواح كما يحكم فقه العصور الغابرة، بل صار مجرد مدح الحاكم فعلا شائنا تمجه النفوس السوية.

من يريدون اليوم أن يسيروا في طريق النهضة بمعارف من لم يتجاوزوا عقليا القرن الخامس الهجري مجانين قطعا، و لن يكون مصيرهم سوى كوارث كعمليات الشيخ الرضى، و التمسك بأنظمة منحطة و مجرمة كالبشير لأنها بمعايير الماضي السحيق مقبولة او ربما جيدة، و التخبط في الغباء الكوميدي بظواهر مثل قصص الزواج بالجنيات و نظرية ان البرص بسبب الجن اللحاس.

جمعة, 06/09/2019 - 13:44