بيرام وامتهان التضليل في مواسم الاسترزاق

المرتجي ولد الوافي

أطل علينا النائب بيرام ولد الداه ولد اعبيد زعيم حركة "إيرا"غير المرخصة من جنيف بخطاب أقل ما يقال عنه بأنه مضلل ومجاف للصواب استخدم فيه عبارات من قبيل "دولة عنصرية ونظام تمييز عنصري والبيض ارتكبوا مجازر ضد السود لتغيير البنية الديمغرافية وتشغيل الأطفال واغتصاب النساء باسم الدين الإسلامي " وهي كلمات يستدعيها في الغالب من قاموسه كلما هم باستجداء الغرب لتقديم الدعم المادي لحركته لا بل لحسابه الخاص.
بيرام اختار أن يكون خطابه وهو يمنح جائزة "الشجاعة" في قمة جنيف لحقوق الإنسان والديمقراطية خطاب كراهية ضد مجتمع البيض كما يصفه والغريب أن كل ادعاءاته مردودة عليه فالدولة العنصرية التي يتحدث عنها هي من أوصله بعض مواطنيها البيض إلى قبة البرلمان لأن من بينهم  معجبون بفكره.
لايفوت ولد اعبيد في العادة أي فرصة حين يكون في أحضان منظمات حقوق الإنسان بالغرب في الهجوم على النظام الموريتاني واتهامه بالتغافل أو ترسيخ العبودية غير أنه في خطابه الأخير أتى بما لم يأتي به أحد من قبله "نظام تمييز عنصري"،  لنكن واقعيين  كيف لنظام تمييز عنصري أن يسمح لك بالترشح للبرلمان والرئاسة وكيف يمنح شريحة السود التي تصفها بالمستعبدة والمضطهدة برئاسة مؤسستين تشريعية ودستورية، أسبق أن حصل هذا في نظام تمييز عنصري  في هذه لم يصب النائب في خطابه المليء بالتحامل والمغالطات.
أغرب  ما كان في خطاب بيرام بالنسبة لي هو حديثه عن مجازر ارتكبت في حق السود في موريتانيا، عن أي مجازر يتحدث هل سرح به ذهنه إلى إحدى دول إفريقيا السوداء المتناحرة طوائفها فيما بينها، في هذه الأرض لا ذكر لمجازر ارتكبت في حق السود على مر تاريخها بل التسامح والتواد هما ما ميزا تاريخ التعايش بين البيض والسود هم منا ونحن منهم شاء النائب أم أبى.
قد يكون بيرام توج بجائزة "الشجاعة" في جنيف لاتهامه من يصفهم بالبيض بالعنصرية لكنه جبن عن الحديث عن العبودية في مجتمعات الزنوج فلم أسمعه يوما يتحدث عنها رغم الحديث عن وجود ممارسات عبودية في الضفة القريبة منه جغرافيا، العبودية في المجتمع "الأبيض" الموجود منها في يومنا هذا هو مخلفاتها والأنظمة السابقة عملت مشكورة بضغط من حركات حقوقية كالحر ونجدة العبيد أي قبل ركوب بيرام موجة العبودية والاسترزاق منها.
كان النائب في جنيف موغلا في نشر خطاب الكراهية بين أفراد المجتمع الموريتاني ورغم كل محاولاته في ذلك إلا أنها لاشك ستبوء بالفشل كما باءت محاولاته السابقة، لكن الغريب في الأمر هو مواصلة بيرام التكسب على حساب شريحة "لحراطين" كلما أتيحت له الفرصة .
في الحقيقة كنت أسمع كثيرا عن متاجرة بيرام بملف العبودية وعن ركوبه لهذا الملف لمصالحه الشخصية وعن عدم استفادة من يتاجر بقضاياهم من ما يجنيه على كواهلهم، لكن وبعد خطابه في جنيف أصبحت متيقنا من متاجرته بالملف في الغرب وعن اتخاذه له مطية للاستجداء والتودد للوبيات متحاملة على الإسلام الذي اتهم "البيض" بممارسة العبودية باسمه.
في الختام خطاب بيرام المضلل لمنظمات حقوق الإنسان في الغرب هو الطعم الذي يلقي به من أجل التكسب في الخارج منذ مايقارب العشر سنين،وآن الأوان أن تقف الدولة في وجه هذا الخطاب عبرتحرك  دبلوماسيتها وهيئاتها الحقوقية، لوضع حدا لتجارة بيرام بملف العبودية.

 

 

خميس, 20/02/2020 - 17:25