العلمانية قشة بلا بعير 

الولي سيدي هيبه

لا تتعلق موجة الذهول "المعتقدي" السائدة هذه الأيام داخل أوساط وشرائح عريضة من الشباب الذين منهم بالدرجة الأولى أصحاب "الحظ" من التعليم النظامي المحظري/النظامي المبتدع؛ موجة تغذي جميع منابر ومنصات التواصل، وكذلك ما يكون من الشرود "الذهني" المتفشية عدواه بلا توقف، والتشكيك المتصاعد الوتيرة في "سلامة" سلوك المجتمع "المضطرب"  و"المتناقض"، واتباع القليل "المعلوم" من سيئ "مدرك" أبعاد منهج "العلمانية" التي ما زال فهمُها مستعصيا حتى على مبتكريها "نهجا تفكيريا" متحررا ومنطقيا للتخلص من "إملاءات" الأديان و"دوغماتية" الايديولوجيات، ولكنها الموجة التي تتعلق، وفي الأساس، بتمرد جارف على استحكام "الماضي الطبقي التفاضلي" المستمر  في النفوس وفي السلوك على خلفية حياد لا تخطئه العين عن مثالية "الإسلام" في التوجيه والضبط، وباعتماد متبع لـ"لَي" عنق " نصوص الشريعة" الإسلامية السمحة في بلاد جميع أهلها ـ مع ذلك ـ "مسلمون" لم يتحولوا عن الإسلام يوما وقد ظلوا على مر الزمن يدافعون عنه بكل ما أوتوا من قوة، وهم على هذا العهد أبدا "باقون".

ولكن الأسوء في هذا المنحنى الخطير هو اختلاط الأوراق في أذهان "الطبقة" المتعلمة التي تدعى جزافا بـ"المثقفة" على الرغم من قصورها الشديد عن الخروج من "شرنقة" الماضي وعجزها الجلي عن بلوغ "النضج" لاستيعاب العصر وتحولات الفكر العميقة الحاصلة فيه.

وبالطبع فإن هذه الوضعية "الفالتة" بشدة من كل الضوابط العقلانية، على خلفية ضعف النخب، هي التي تسبب إرباكا شديدا في الأوساط "الشبابية" المتعلنة وقد تعرى أمامها "جيلا" الاستقلال الأول والثاني وهما لا يكترثان للإرث السيئ الحافل بالتناقضات الذي ورثوها للجيل "الثلاثيني" والذي تحته؛ تناقضات تمزج بين أسوء تجليات الماضي في:

ـ القبلية والطبقية،

ـ والكسل الطمعي،

ـ والحربائية التحصينية ،

ـ والاستعلائية التعسفية

ـ وعشق الكلام الممجد موزونا ومنثورا والمُفضي إلى إشعال الفتن اللفظية التي لا ينطفئ شهابها في وسائل التواصل لاجتماعية والمواقع الالكترونية وعلى متن كل المنابر المتاحة من ناحية،

ـ والاستهلاك الأرعن لسيل الكماليات المستوردة من مجرد الإبرة إلى الماكنة دون بذل أي جهد لاكتساب أسباب صناعتها، وبلا مراعاة لخيرات البلد التي يتم استغلالها وتصديرها فيما تتعرض عائداتها للنهب الشنيع على أيدي أبنائها لتظل متخلفة ويبقى الشعب قيرا ومحروما من وعي الحياة والبقاء يقتات على الجدليات العميقة في الفضاء الأزرق اللامتناهي الخواء.

سبت, 22/02/2020 - 10:47