تطورات جديدة بملف المعتقلين في السعودية.. السماح للأمراء المحتجزين بالاتصال بذويهم وهذا ما طلبوه

كشفت صحف ووسائل إعلام غربية عن تطورات جديدة في ملف الأمراء السعوديين المعتقلين منذ أيام، في ظل تكتم رسمي متواصل بشأن أسباب ودوافع الاعتقالات التي تمثل أكبر شرخ في الأسرة الحاكمة بالسعودية.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مصدر تربطه صلات بالعائلة المالكة في السعودية أن الأمراء المعتقلين سمح لهم بالتواصل مع ذويهم.

ويرجح أنها المرة الأولى التي يسمح فيها للمعتقلين بالتواصل مع ذويهم منذ اعتقالهم بشكل مفاجئ في عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

وذكرت الصحيفة نقلا عن مصدرها أن المعتقلين أخبروا الأهالي بأنهم محتجزون في فلل ملكية خاصة، وليس في سجون عامة، وهو ما أعاد إلى الأذهان قصة اعتقال عشرات الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال في العام 2017، حيث جرى الاحتفاظ بهم في فندق الريتز كارلتون بالرياض.

ونقلت واشنطن بوست عن المصدر الذي قالت إنه تحدث معها -شريطة عدم الكشف عن هويته- أن الأمير أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز وأحد أهم وأبرز المعتقلين طلب من ذويه إحضار "البشت" الذي يتم ارتداؤه عادة خلال المناسبات واللقاءات الرسمية، وأشارت إلى أن ذلك يشي باحتمال ظهوره ربما تحت الإكراه أمام الجمهور.

 
وأوضحت الصحيفة أن اعتقال أربعة من كبار أمراء السعودية أثار شائعات بأن ولي العهد محمد بن سلمان قد شرع في التخلص من المنافسين المحتملين، ثم علقت بالقول إن الاعتقالات تتوافق أيضا مع أسلوب بن سلمان الاستبدادي منذ أن أصبح حاكما فعليا في عام 2017، إذ استولى على معظم المهام الإدارية اليومية للبلاد من والده وباشر عملية تطهير شاملة استهدفت منافسيه ومنتقديه والناشطين.

من جهتها، ذكرت وول ستريت جورنال الأميركية أن السلطات السعودية أفرجت عن عدد من المعتقلين من أمراء العائلة الحاكمة ومسؤولين آخرين بعد التحقيق معهم.

وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات السعودية أفرجت عن وزير الداخلية عبد العزيز بن سعود بن نايف ووالده الأمير سعود بن نايف.

ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر سعودية مطلعة أن اعتقال الأمراء أحمد بن عبد العزيز شقيق الملك، وولي العهد السابق محمد بن نايف، ونواف بن نايف إنذار لجميع أفراد العائلة المالكة.

كما نقلت الوكالة عن مصدر سعودي أن الأمير أحمد بن عبد العزيز أبدى تذمرا مؤخرا من قرار إغلاق الحرم المكي لمنع انتشار فيروس كورونا.

ووفقا للوكالة، فقد نفت مصادر مطلعة أن تكون لدى الأمير أحمد بن عبد العزيز والأمير محمد بن نايف نية للقيام بانقلاب في المملكة. هذا ولم يرد تعليق رسمي سعودي على هذه الأنباء حتى الآن.

وكان موقع ميدل إيست آي البريطاني الإخباري قد نقل عن مصادر قولها إن ولي العهد محمد بن سلمان يقوم بهذه الحملة، لأنه يعتزم تنصيب نفسه ملكا قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها بالرياض في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ووفقا لتقرير كتبه رئيس تحرير الموقع ديفد هيرست نقلا عن مصادر مطلعة على ذلك المخطط، فإن محمد بن سلمان لن ينتظر وفاة والده الملك سلمان بن عبد العزيز لأنه يرى أن وجود والده يضفي عليه الشرعية، ويسعى إلى استخدام قمة العشرين منصة لإعلان صعوده إلى العرش.

وقالت المصادر إن ولي العهد يعتزم إرغام والده -الذي قال الموقع إنه يعاني من خرف الشيخوخة لكن صحته جيدة باستثناء ذلك- على التنازل عن العرش.

وأضافت أن هذا سيكون استكمالا للعملية التي بدأها محمد بن سلمان حين أطاح بابن عمه الأمير محمد بن نايف من منصب ولي العهد.

وقال أحد المصادر إن ولي العهد "يريد أن يضمن في حياة والده أنه سيصبح ملكا".

وتأتي هذه الأنباء في أعقاب تقارير صحفية عديدة تحدثت عن حملة اعتقالات أمر بها محمد بن سلمان ضد عدد من كبار الأمراء، أبرزهم عمه الأمير أحمد بن عبد العزيز، والأمير محمد بن نايف اللذان كانا مرشحين لتولي الحكم بعد وفاة الملك سلمان.

وفي سياق متصل، ذكرت مصادر للجزيرة نت أن الاعتقالات شملت منصور الشلهوب مدير مكتب الأمير أحمد بن عبد العزيز، ولم يتسن التأكد من المعلومة.

نسب تقرير في صحيفة غارديان لمسؤولين قولهم إن الملك سلمان وقع بنفسه على أوامر الاعتقال التي طالت الأمراء، وهي خطوة غير عادية ضد اثنين من أبرز أفراد العائلة الحاكمة في المملكة، أحدهما الأمير أحمد شقيق الملك الوحيد المتبقي على قيد الحياة.

وتقول الصحيفة إن الاعتقالات تسببت في صدمات جديدة في مملكة هزتها ثلاث سنوات من "الإصلاحات الثقافية"، إلى جانب حملة قمع لا هوادة فيها على المعارضين، أبرزها مقتل الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.

وتضيف غارديان أن المراقبين السعوديين والمسؤولين الإقليميين لا يزالون يحاولون فهم الاعتقالات الأخيرة.
 

وادعى معارضون خارج المملكة أن اعتقال الأميرين أحمد بن عبد العزيز ومحمد بن نايف سيؤدي إلى تهميش الملك سلمان في الفترة المقبلة.

وتنقل الصحيفة عن مصدر استبعاده أن يتنازل الملك سلمان عن عرشه بسهولة، وفي حال تم ذلك فسينعكس سلبا على صورة ولي العهد في المنطقة، خاصة أمام حلفائه.

نشرت فايننشال تايمز تحليلا لسايمون كير من دبي وأندرو إنغلاند اعتبرا فيه أن ولي العهد السعودي يستهدف خصومه لتشديد قبضته على السلطة.

وأضافا أن الأمير أحمد بن عبد العزيز -الذي اعتقل- يعتبره الكثيرون عقبة في طريق تولي محمد بن سلمان العرش.

أما ولي العهد السابق الأمير محمد بن نايف فقد احتجز الجمعة، ويعتقد أنه كان رهن الإقامة الجبرية منذ تجريده من ولاية العهد، وأن الحملة الموسعة طالت جميع أفراد الدائرة المقربة منه.

ويقول الكاتبان إن بن سلمان لم يبد أي تسامح مع المعارضة والنقد، مما أدخل السعودية في أكبر أزمة دبلوماسية تواجهها منذ أعوام إثر قتل الصحفي جمال خاشقجي في مبنى القنصلية السعودية بإسطنبول.
 

وفي السياق ذاته، اهتمت الكاتبة فرانشيسكا كافيري بصحيفة لاريبوبليكا الإيطالية بما سمتها "الدسائس الجديدة" الجارية داخل القصر الملكي السعودي بعد اعتقال مجموعة من أمراء آل سعود.

ولفتت كافيري إلى أن الأمراء المعتقلين يواجهون خطر تهمة الخيانة العظمى، وعقوبتها في المملكة الإعدام.

ورأت كافيري أن اعتقال الأمراء يبرهن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تمكن من تجاوز الفضيحة التي أعقبت اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، لذا فهو يشعر الآن بحرية التصرف كما يحلو له.

ولدى بن سلمان أيضا رغبة جامحة في اعتلاء العرش مكان والده قبل نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الذي تستضيف خلاله الرياض قمة مجموعة العشرين.

المصدر : الجزيرة + وكالات,الصحافة البريطانية,الصحافة الأميركية

الجزيرة نت

اثنين, 09/03/2020 - 13:46