رسالة مفتوحة  موجهة إلى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني

رسالة مفتوحة  موجهة إلى فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني

فخامة الرئيس ،

اسمحوالنا في البداية أن نتوجه إليكم بجزيل الشكر و الامتنان على ما تبذلونه حتى الآن من جهود جبارة من أجل تنفيذ تعهداتكم التي قطعتم على أنفسكم منذ توليكم مقاليد السلطة في البلاد. كما نرجو من الله العلي القديم أن تمر هذه الظروف العالمية الصعبة على بلادنا بكل خير و أن يجنب بلدنا هذه الجائحة انه سميع مجيب والقادر على كل شيء .

فخامة الرئيس،

إننا نحن عمال مؤسسة القرض الزراعي الموريتانيسابقا، لنا كامل الشرفبأن نطلع فخامتكمعلى ما يلي:

لقد بدأت الأحداث  الصعبة التي تعرضنا لها، عندما قررت السلطات سنة 2010, تحويل الإدارة العامة  لمؤسسة القرض الزراعي من نواكشوط إلى روصو لتتبع ذلك القرار  بقرار ثاني يسند تمويل القطاع الزراعي إلى صندوق الإيداع والتنمية CDD و ذلك سنة 2012.

وقد أدى هذا القرار إلى أن وجد العمال أنفسهم مجبرين على التعامل مع المشغل الجديد  الذي ألزمته الدولة بإعطاء الأولوية لاكتتاب عمال القرض الزراعي UNCACEM و ذلك عن طريق اتفاقية وقعت بين الطرفين بتاريخ  25/12/2012

أنصندوق الإيداع و التنمية وتجاوزا للتعليمات التي صدرت له من طرف الدولة قام بعرض اكتتاب لمدة سنة قابلة للتجديد والذي قبله العمال على مضضرغم تسببه لهم في ضياع تأمينهم الصحي وبعض الامتيازات،آملين أن يكون خلال  مدة محددة، مع العمل أن  قانون الشغل  لا يسمح توقيع عقد محدد المدة لأكثر من سنتين .

فخامة الرئيس،

بعد انقضاء سنتين، وقع ما لم يكن متوقعا حيث  فوجئ العمال  بوضع العقد كمقدم خدمة وقد ساير العمال ذلك الإجراء على أن يكون بادرة خير لعودة الأمورإلىمجراها وإنشاء مؤسسة جديدة ليدوم حوالي 9 شهور دون جدوى.

جاءت المؤسسة الجديدة  وقدمت  مقياسا لرواتب زهيدة بمقدار 60 في المائة من الراتب الذي يتقاضاه نظيره  لدى المؤسسة الأم  صندوق الإيداع و التنمية هذا بالإضافة  إلى حرمان العمال من العلاوات التي تقاضوها لمدة سنتين من التعاقد مع CDDوهو ما حاول العمال مناقشته  لتلافيه لكنهم لم يجدوا من يرد عليهم.

وتستمر المأساة، فخامة الرئيس، حيث  فوجئ العمال مرة أخرى بأن البعض ممن يعملون معهم في نفس الظروف يتقاضون رواتب تفوق رواتب أمثالهم بل إنهم يستفيدون من  العلاوات التي حرم العمال  منها رغم أنها حق مكتسب  للجميع طبقا  للقوانين  و النظم المعمول بها.

 

و من التبريرات التي تقدمت بها المؤسسة  بخصوص مقياس سلم الرواتب الهزيلة والتي لا تسمن و لا تغني ، أن القرض الزراعي مؤسسة ناشئة  ولا تحقق ارباحا    (déficitaire)   وهي حقائق أريد بها باطل ، إذ لم تكن المشكلة لتطرح أصلا لو طبقت نفس المعايير علي CDD   فهي أيضا ناشئة فهي لم تنشأ قبل سنة 2011 وطبق سلم رواتبها في السنة ذاتها ثم أنها غير رابحة أيضا .

ثم إن الدولة وقعت اتفاقية مع CDD تتحمل بموجبها الخسارة الناجمة عن التسييرمقابل بعض التسهيلات للمزارعين وقد تم تطبيقها (taux de marge 6%) .وبعيدا عن هذا وذاك فكيف يمكن للقرض الزراعي أن يكون مؤسسة رابحة دون تخصيص موارد تمكنه من ذلك وخصوصا في ظل سحب مجالات تدخله المربحة منه )   مصنع سونمكس ، صفقة الحاصدات ، تمويل شراء الأرز الخام،تمويل استيراد الأسمدة، تمويل القطاع الريفي.....(

أما ما يخص التبرير المتعلق بالعلاوات فيقوم على أن الذين يستفيدون منها عمال لدى CDD ويتجاهل هذا التبرير أن هذه العلاوات حق مكتسب للبقية إذ تقاضوها لمدة سنتين من طرف CDD ولمدة أطول من ذلك مع UNCACEM. ثم إن احتساب تلك العلاوات على أساس الوظائف الإدارية في القرض الزراعي، يبين مدى هشاشةذلك التبريرام ان المعنيين يشغلون اكثر من وظيفة بعضها في القرض الزراعي والبعض الآخر في CDD فالأمر على كل حال يحتاج المزيد من التبرير، ضف إلى ذلك أن تسيير فترة التعاقد مع CDD ساده من الأخطاء والتجاوزات ما يعطي العمال حق التعاقد الدائم مع ِCDD  وبالتالي يسري عليهم مايسري على الآخرين

 

فخامة الرئيس،

انه وأمام هذه الوضعية  الصعبة إن لم نقل الكارثية بدأ العمال بتوجيه رسائل إلىالسلطات المعنيةعسى أن يكون ذلك بداية لحلحلة الأمور . و كانت أولى  هذه الرسائل بتاريخ 20/06/2016  و تم توجيهها إلى المدير العام للقرض  الزراعي الموريتاني معإحالة نسخة منها إلى رئيس مجلس إدارة المؤسسة الذي هو المدير العام ل CDD وكانت الأخيرة بتاريخ 19/02/2020 موجهة إلىرئيس مجلس إدارة المؤسسة مع إحالة نسخة منها إلى الوزارة الأولى التي هي السلطة الوصية،لكن العمال  لم يلتمسوا أيرد ايجابيا لمطالبهم.

 

فخامة الرئيس،

 إننا و انطلاقا من ما ذكرتكم  في إحدى جولاتكم  خلال حملتكم الانتخابية ، من أنكم ستسعون جاهدين إلى  توزيع  العدالة  بين المواطنين وستحفظون حقوقهم مساهمة في قدراتهم وطاقاتهم وثرواتهم ، فإننا نلتمس من جنابكم فخامة الرئيس،  إنصافنا  وتمكيننا من الحصول على حقوقنا الثابتة و المشروعة.

وهنا نذكركم بقوله تعالى «لقد أرسلنا رسلنا بالبيانات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط».

و إلى الله ترجع الأمور

 وفي الأخير تقبلوا ، فخامة الرئيس، فائق التقدير و الاحترام.

عن العمال

محمد ولد أعمر

أربعاء, 22/04/2020 - 14:04