تعدد أطراف المسؤولية عن حوادث السير على طريق الأمل

محمد ولد اندح

طريق الأمل، هي الطريق الأكثر فتكاً بالأرواح في تاريخ موريتانيا.. لا أملك إحصائية دقيقة، ولكن الأعداد التي نعلم عنها، والضحايا أنفسهم الذين نعرفهم أو نعرف ذويهم، تجعلنا نجزم بأن هذه الطريق قد حصدت من الأرواح البريئة أكثر مما حصدت الأمراض الفتاكة مجتمعة!!
هي أزمة يتقاسم المسؤولية عنها طرفان؛ السائقون والتجار الجشعون من جهة، والسلطات العمومية من جهة ثانية.
كنتُ قد تحدثتُ عن هذا الموضوع مرات عديدة، ولأنني أحد الذين يسلكون هذه الطريق ضرورة، فإنني مقتنع تماماً بالمسؤولية البشرية المباشرة عن نسبة كبيرة من حوادث السير!
صحيح أن السلطات هي المسؤولة الأولى عن إيجاد حلول لوضع حد لهذه المآسي المتجددة بشكل شبه يومي، وذلك بتحسين الطريق وصيانتها الدائمة ومراقبتها أمنياً عن كثب؛ من خلال تنظيم دوريات أمنية متقاربة لمنع السائقين من الإفراط في السرعة، وضمان الالتزام بضوابط السلامة، من عدم زيادة الحمولة ومن فحوص فنية للسيارات، ومراقبة حالة السائقين عند كل وقفة أمنية.
لكن في المقابل، لا يمكن أن نغفل مسؤولية الطرف الثاني الذي هو التجار الجشعون الذين لا يهمهم سوى تحقيق الأرباح؛ لذلك يرسلون شاحنات متهالكة بحمولة زائدة أضعافاً مضاعفة، أغلبها يتسبب في حوادث سير، أو يخلف أضراراً بليغة في الطريق، كما لا يمكن أن نتناسى التهور الذي يبدو عليه كثير من السائقين؛ إفراطاً في السرعة وإخلالاً بضوابط وقواعد السلامة، وقد وقفتُ بنفسي على حالات كثيرة جداً من هذا النوع، بعضها يخلف حوادث سير مؤلمة، وبعضها ينجو منه السائرون على الطريق بأعجوبة!
خلاصة القول، إن رداءة الطريق وغياب صيانتها، ونقص الرقابة الأمنية عليها، وتهور السائقين وجشع بعض التجار، هي الأسباب الرئيسة التي خلفت كل هذه المآسي التي لم يسلم منها بيت، ولم تفرق بين رئيس ومرؤوس!
فحاولوا جميعاً أن تتوقفوا عن هذه المهاترات والمزايدات التي لا فائدة منها، ولتبدؤوا في العمل على الحل، لإنقاذ ما تبقى، كل موقعه، فكلنا راعٍ وكلنا مسؤول عن رعيته!

..........................

نقلا عن صفحة الكاتب 

أحد, 08/07/2018 - 19:51