نعم للتحقيق ...لكن لا داعي للمبالغة

عبد الفتاح ولد اعبيدن

أجل الدعوة للتحقيق و إجراء التحقيق عمليا، فى دولة يفترض أن تكون دولة قانون، أمر عادي و صحي،من أجل الوقوف على دقائق و جزئيات و تفاصيل الحدث، محل الجدل،لكن لا داعي للمبالغة،لأننا اعتدنا بعد أحداث رمضان 89 العرقية و تجاذباتها لدى كلا البلدين،موريتانيا و الجارة السنغال،و ما سبقها من محاولة انقلابية أكتوبر 1987،و ما لحقها كذلك،من محاولة انقلابية عرقية 1990،و ما تبع ذلك من ظهور دعوات شرائحية بغيضة فى أوساط بعض العنصريين "الإيراويين" من بعض "لحراطين"،كل هذا ولد نظرة سلبية تمييزية حادة، و بدعم صهيوني غربي،ضد أغلبية المجتمع الموريتاني،المنسجم المتماسك،خصوصا ضد العنصر العربي بشقيه،الأبيض و الأسمر،الذى طالما حمل مع غيره من المكونات الهامة،لواء العروبة و الإسلام.
و اليوم يتحرك بعض صيادى المياه العكرة،بحجة التحقيق و السهر على اللحمة الوطنية،مطالبين بالتحقيق فى حادثة "امبان"،و لعله حق أريد به باطل.
و باختصار لن نقبل لحظة واحدة، العيش تحت سيف تهديد أي كان،فى الداخل أو الخارج،و من أراد أن يجرب الانفصال أو التمرد أو الثروة،فليدخل فى سياقها،دون "عنتريات" و سيرى كما جرب من قبل،بإذن الله.
و أؤكد أن الدعوة للتحقيق مشروعة و طبيعية،لكنها مغرضة و متلبسة بثوب المظالم و الاتهام المجاني،غير المقبول، لمؤسستنا العسكرية،التى هي ملجأ الاستقرار وقت حدة التجاذبات،كما قال يوما فى حديث خاص الرئيس معاوية ولد سيد احمد للطايع لقائد كتيبة أمنه، العقيد محمد محمود ولد اجد.
و عموما و دون تمييز البتة،ينبغى أن نحذر من أوامر الجيش،و على المخالفين من جميع مشارب الوطن و المواطنة الاستعداد الكامل،لتحمل مسؤولية مخالفتهم و استهزاءهم بحرمة الدولة و الجيش و القانون،فالوباء فى حالة تفشى و الأولى مواجهته بحزم،و استدعاء خطاب ولد بدر الدين عافاه الله و "عنعنات" حزب تواصل و اللف و الدوران،ليس هذا وقته الأمثل،عافاكم الله جميعا،و ألهم الله ذوى الفقيد رحمه الله،الصبر و السلوان،و إنا لله و إنا إليه راجعون.
و لا داعي لركوب موجة حدث قدره الله،و إن بقي حق التحقيق و التمحيص مكفولا و مفتوحا،لأصحاب الضحية و من أراد الخوض فيه و الانشغال به، كيف ما شاء و إلى متى شاء الله،مثل الذين يتحدثون عن ضحايا أحداث 89 فى موريتانيا، و لا يهمهم فى المقابل، "شي البيظان و لحراطين" الموريتانيين فى  السنغال، و التمثيل بهم و الاستخواذ على أموالهم، و طردهم و "تسفيرهم"،عراة لا يحملون سوى مرارة الظلم و سوء المنقلب فى المال و الأهل و الولد!.
و مثل الذين يتحدثون عن ضحايا انقلاب 87 و 1990،و لا يتوقفون عند طبيعة مخططاتها ضد بقية المجتمع من غير "اتكارير"،الذين تزعموا تلك المحاولات الانقلابية الحاقدة الممزقة الماحقة،لو نجحت،و عندما فشلت دفعوا ثمن حقدهم و فتنتهم و مؤامرتهم على من سواهم !.
و ينبغى أن نظل طبعا حازمين دائما،و فى هذا الظرف الحساس بالذات،الذى يتفشى فيه وباء "الكورونا" و يتسرب فيه نسبيا خطاب مشبوه،سبق أن أضر بلحمتنا الوطنية و الإقليمية،فلا تتركوا الشيطان يدخل بينكم،و إن تلبس فى مواعظ سياسي مشهور أو حزب كبير طامح واعد،غير مجرب بعمق، للسلطة و القيادة الحازمة الجامعة!.
كما أعلن تأييد نظام رئيسنا،محمد ولد الشيخ الغزوانى ،و إن كان نظامه الإصلاحي، تصاعدي التشكل و البناء المتسارع الإيجابي،بإذن الله.
و لعل جبال آدرار و صخوره النارية الحارقة الحازمة و ربوع الوطن كله و بجميع مشاربه،تقف نفس الموقف الوطني الملح و تشد على زناد و يد جيشنا الوطني،المأتمن و الرحيم بجميع أطياف الوطن و سائر مواطنيه،دون تمييز أو  ظلم، و لا تفريط و لا تساهل أيضا،فى المقابل.
و الله خير حفظا و هو أرحم الراحمين.

سبت, 30/05/2020 - 10:20