موريتانيا و كتاب العاني :

 الشيخ معاذ سيدي عبد الله

علمت أن طبعة ثانية منقحة ومزيدة من كتاب ( موريتانيا موطن الشعر والفصاحة) ستصدر قريبا.
ومؤلف هذا الكتاب القيم هو الاستاذ موفق عبد الفتاح العاني وهو أحد الأساتذة العراقيين الذين درّسوا في مدرسة تكوين الأساتذة في نواكشوط خلال سبعينات القرن المنصرم، وذلك ضمن بعثات من الاساتذة العرب شكلوا جيلا طيبا من مدرّسي المدرسة العليا لتكوين الأساتذة .
ويبدو أن الأستاذ العاني كان حريصا على جمع ما يمكن من الشعر الموريتاني وتدوين ما أثار انتباهه من حياة الناس وثقافتهم ومكامن الابداع لديهم، وتمكنهم من العربية خطابة وإبداعا.
وقد ربطته صلات علمية عبّر عنها بإعجاب كبير بعديد العلماء والشعراء والمثقفين الموريتانيين في تلك الفترة وعلى رأسهم لمرابط محمد سالم ولد عدود والمؤرخ الكبير المختار ولد حامدن وغيرهما.

الطبعة الأولى من الكتاب ( بحوزتي نسخة منها ) صدرت عام 2012 عن مجلة دبي الثقافية .
وقد ضمت قصائد لـ 16 شاعرا من بينهم ( أحمدو ولد عبد القادر والخليل النحوي وكابر هاشم وناجي محمد الإمام ومحمد الحافظ ولد أحمدو وجمال ولد الحسن وفاضل أمين واسماعيل ولد محمد يحظيه .. وغيرهم).

وفي ختام الكتاب عنوان ( خواطر وذكريات) يروي فيه المؤلف بالتفصيل الطريف والمؤثر حزء من حياته في موريتانيا وعلاقاته بالناس وذلك منذ اليوم الأول لقدومه عندما دلّه أحدهم على سوق كابيتال الذي ربط فيه أول صداقة مع تاجر كريم اسمه العربي ولد زرگان.

ان النسخة المتوفرة حاليا من كتاب موفق عبد الفتاح العاني ( موريتانيا موطن الشعر والفصاحة) لا تتجاوز 219 صفحة بينما مخطوطة الكتاب التي يحتفظ بها المؤلف تناهز 1500 صفحة كما أشار لذلك في المقدمة.
تتميز هذه النسخة بإهدائها للرئيس الموريتاني آنذاك المصطفى ولد محمد السالك وبتصدير كتبه الاستاذ المختار ولد حامدن وقد حرص العاني على نشره مخطوطا ومطبوعا..

وهذا نص التصدير :

"الحمد لله والصلاة والسلام على محمد رسول الله وعلى آله .
عاشت موريتانيا العربية مختفية عن العرب لمدة طويلة، وكانت بحاجة الى من يعرّف بها العالم العربي والاسلامي، سياسيا واجتماعيا أدبيا ... إلخ .
وكان صاحب الوسيط أول من عرّف العرب بهذا الأدب وتبعه آحاد فاتهم منه الأدب المعاصر - أدب القرن العشرين - وقد وفق إليه الأستاذ الأديب موفق عبد الفتاح الفياض فأعطى عنه صورة واضحة واقعية ونزيهة أفرغها في قالب لفظ مفهوم وعبارة سهلة سنح له فيها الخاطر وجرى القلم ، فحزّ في المفصل، ووضع الهناء مواضع النقب، وهكذا تورد الإبل، وهكذا تؤكل الكتف.

قد لفّها بالليل سوّاقٌ حَطِم ْ == ليس براعي إبل ولا غنم

هذا الذي طلبناه فأخطأناه، وأصابه هذا الفتى، لاكها من هو أشد منه لِحيين.
هذا ما دعاني إلى كتابة هذه الكلمة الوجيزة في حال اشتغال البال واشتعال البلبال، ولولا الغمد يمسكه لسالْ".
المختار بن حامدن 3/6/1978

الآن ننتظر الطبعة الثانية من هذا الكتاب الهام على أمل أن تكون فعلا منقحة ومزيدة .
الطبعة ستصدر عن دار تموز ديموزي بلندن.

 

سبت, 20/06/2020 - 11:47