( كورونا) ..العبور إلى التعايش

حبيب الله أحمد

قررت وزارة الصحة ايقاف الفحوص كل الفحوص المرتبطة بالكشف عن ( كورونا)
واستثنت حالات الاشتباه التى تصل المستشفيات والمراكز الطبية الحكومية
خطوة متقدمة على طريق التعايش( قسريا) مع الفايروس سبقتها خطوتان رفع تعليق صلاة الجمعة والسماح للفنادق والمنشآت السياحية باستئناف عملها وستتبعها يقينا خطوتان مصيريتان هما فتح الولايات والمدارس
فى الواقع الحكومة تعبت واستشعرت تعب المواطنين ولواستمرت فى الفحوص اليومية لاستنفدت تحهيزاتها وارهقت طواقمها
لذلك يبدو أن الحكومة قررت نمطا جديدا من التعامل مع الوباء يتمثل فى عدم مطاردته ونصب كمين له فى حالات الاشتباه وهو نمط يبدو منطقيا خاصة وان توسع الفحوص نجم عنه توسع الاصابات
اليوم مثلا لدينا10% من مجموع الفحوص ظهرت نتائجهم موجبة
فإذا كانت الإصابات تتزايد و98%منها والحمدلله بلااعراض وبعض المصابين لديهم اجسام مضادة تؤكد مرورهم بالفايروس وتغلبهم عليه مناعيا ونسبة الشفاء ترتفع ولوبتذبذب فما الفائدة من إزعاج الناس يوميا بالحديث عن 10أصابات من كل 100 فحص يوميا؟
تخلق تلك الأرقام جوا نفسيا ضاغطا على المواطن وهي لاتعطى مؤشرات ثابتة يمكن الركون إليها لرسم خريطة وبائية محلية يوثق بها
إذن الحكومة عملت بقياس( كورونا) على إخوته من اشرار الفايروسات ك( الكبد) و( السيدا) مثلا
ستتركه للزمن ولكن عندملاحظة أعراض مرتبطة به تخضع المشتبه فيه للفحوص
كل الفايروسات تعيش بيننا عالة علينا متخفية ولولا فحص من تظهر لديهم أغراضها لحملناها بطريقة( النعجه البيظ فوك الباطن مولاها ماهوفاطن)
يستبطن هذا التوجه تسليما بحتمية التعايش مع الفايروس كما حدث فى دول عديدة عبرالعالم
هل هذا التوجه سليم ومقبول؟
بالنسبة لى نعم هو أمر الحلوين على أية حال ولكنه ضروري للأسباب التالية
* هذا ليس أول وباء فايروسي يضرب العالم ولم يحدث حتى مع ملايين الضحاياان استسلمت البشرية لوباء مهما كانت فداحة ثمنه
* يخفف هذا التوجه الضغط النفسي على المواطنين المرعوبين من ( أرقام السادسة )
أعرف اشخاصا عاشوا الارق والقلق والكوابيس واضربوا عن الطعام رعبا وانهاروانفسيا وهم يفترضون أنهم مصابون مع أنه لامشكلة صحية لديهم وأنت لا تستطيع مجابهة فايروس بتدمير مناعة الناس رعبا
* مادامت الأعراض منعدمة لدى98% من المصابين وحالات الشفاء تتزايد والحمدلله حتى بين مسنين لديهم أعراض مزمنة والحالات الحرجة تتجاوز مرحلة الخطر بسرعة ولله الحمد فما أهمية الفحوص اليومية
* الحكومة كان عليها فحص 4 ملايين مواطن لأنه لامعنى لفحص 100000 فى العاصمة وترك بقية سكان الداخل
فلا أحد يصمن سلامة (المفحوصين ) وهم يخالطون غير(المفحوصين)
* الحكومة فى النهاية حكومة موريتانية والموريتاني بطبعه ليس مواطنا( فحصيا ) بل يكره الفحوص كرهه لمواجهة المرض ولايخضع للفحوص طوعيا إلاعنداشتداد المرض ولذلك سيصادف قرار الحكومة بتقليص الفحوص هوى فى نفوس المواطنين وذلك مكسب( نفسي) ثمين
* الفحوص اليومية حرب استنزاف للموارد البشرية واللوجستية وتعرف الحكومة انها لن تستمر فى المواجهة لذلك اوقفت( إطلاق النار) من جانب واحد
مع كل ذلك تشتم من قرأر الحكومة( هزبمة) صغيرة كتلك التى جعلت( اترامب) يقول ببلادة لافتة
" إذا اوقفنا الفحوص سيتوقف ( كورونا )"
وهذا يشبه قول أحدنا( إذا اطفأت المصباح ليلا لن ارى شيئا ) وبالتالى فالأمر دس لراس النعامة التى تحاصرها العواصف فى الرمال
ببساطة وبدون رعب اومجاملة اوعنتريات
لقد قررت الحكومة أنه علينا التعايش مع ( كورونا)
لنردد مع ابن الحسين الخالد
( ومن نكد الدنيا على المرإ أن يرى
(عدوا) له ما من ( صداقته) بد)

خميس, 25/06/2020 - 10:11