إشاراتٌ قادمة من القصر !

Cheikh Mohamed Horma

بعد مرور عامٍ كامل من ممارسة الحُكم، اختار ولد الغزواني وزيره الأول «الثاني»، حدثٌ حمل إشارات أرى أنها تستحق الإبراز في خضم الترقب الموريتاني لتشكيلة الحكومة المقبلة.
أولاً: أعتقد أن عاماً من الحكم يعد فترة كافية للتقييم ومعرفة مكامن الخلل، ومحاولة تصحيح المسار، وبالتالي فإن العام المقبل سيكون صعباً وتحدياً حقيقيا للحكومة، لقد انتهت «فترة السماح» كما يُقال، وهي فترة طالت بسبب الجائحة.
ثانياً: أعتقد أن اختيار محمد ولد بلال كان موفقاً في بعض النواحي، فهو رجل من «عامة الشعب»، يقطن حياً شعبياً في نواكشوط، وأهله بسطاء جداً يقيمون في قرية صغيرة بضواحي روصو، ويشهد له من عرفوه بنظافة اليد، وهي صفة تحتاجها المرحلة التي ستشهد التحقيق في ملفات فساد.
ثالثاً: لقد احتاج معاوية لقرابة عشرين عاماً حتى يعين وزيراً أول من فئة «الحراطين»، واحتاج ولد عبد العزيز إلى عشر سنوات ليفعل نفس الشيء، أما ولد الغزواني فلم يأخذ منه الأمر سوى عاماً واحداً، وأعتقد أن في ذلك إدراكاً لمتلطبات الظرف وتعقيداته، فلم يعد من المقبول تجاهل هذه الشريحة المهمة.
رابعاً: إن تعيين أحد أطر «الحراطين» وزيراً أول لا يعني منحه صك غفران من النقد، كما لا يعني أن مشاكل هذه الفئة قد حُلت، ذلك ما يجب أن يفهمه الجميع.
خامساً: امتحانٌ صعب لهذا الوزير أن يعهد إليه بقيادة الفريق الحكومي، والدولة تستعد لأن تشهد ما يمكن تسميته «محاكمة القرن»، في إطار ملفات فساد العشرية، فهو رغم نظافته من هذه الملفات، إلا أنه سيجد نفسه في مواجهة القبائل ومنظومة الفساد المتغلغلة في مفاصل الدولة.
سادساً: إن أبرز عيوب الحكومة السابقة كانت «عيوباً هيكلية»، وبالتالي سيكون من مهام الوزير الجديد محاولة تصحيح هذه العيوب، وأتوقع أن يلجأ في ذلك إلى خلق نوع من «الانسيابية» في العلاقة بينه كوزير أول والوزراء، والعلاقة بينه والقصر، وقد أشار إلى ذلك في تصريحه الأول حين قال إن مهمته هي «تنسيق عمل الحكومة».
سابعاً: نقاط كثيرة تجعل المهندس محمد ولد بلال يشبه كثيراً المهندس إسماعيل ولد ابده ولد الشيخ سيديا، فهل يقع الأول ضحية نفس الأخطاء التي أسقطت الأخير، في ظل نقص «الكاريزما» لدى الرجلين رغم ما يتمتعان به من كفاءة، ولكن هل الكفاءة كافية لتنسيق عمل الحكومة ؟
ثامناً وأخيراً: أتمنى أن يكون في اختيار الوزير الأول الجديد، وهو مهندس مياه، إشارة من القصر نحو الشكاوي المتكررة التي رفعها المواطنون بسبب نقص المياه، وعدم توفرها في عدد من كبريات المدن (تجكجه، أكجوجت، نواذيبو.. وحتى في بعض مناطق نواكشوط).
هذا ما حصل عندي، ويمكنكم إضافة ما ترونه من نقاط في التعليقات 

خميس, 06/08/2020 - 17:50