(ليتهم تعلموا من التاريخ)

عبد الله بيان

يصف الرئيس الراحل المختار ولد دادّاه، رحمه الله، حاله عندما سمع في المذياع مساء يوم الانقلاب على حكمه، ١٠ يوليو ١٩٧٨، قائمة أسماء من ساندوا الانقلابيين، فقال:
"لم أتمالك عن الضّحك، لأن هؤلاء بالأمس القريب كانوا يتبارون بحماس نضالي داخل حزب الشعب الموريتاني"... "ومع أنني لم أكن نزّاعاً إلى الرّيبة، بل كنت أمنح الشخص كامل الثقة، فقد كان الشك يخامرني باستمرار في صدق نوايا أولئك الذين يعلنون على رؤوس الأشهاد مدى تعلقهم بالسلطة القائمة وإخلاصهم لها.. ولذا وجدت أن علاقاتي الشخصية السابقة لسنة 1957 كانت أكثر صدقا وتجرّدا، إذ نسجت تلك العلاقات بين فلان والمختار وليس بين فلان والرئيس المختار". 
موريتانيا على درب التحديات، ص: ٢١، ٢٢. 
موجبه، أن الذين يبالغون في إظهار ولاء الرؤساء (وهم من يحرّض عادة على التأزيم) هم أول من يتخلّى عنهم عندما يحتاجون لولائهم الحقيقي. هكذا كان حزب الشعب وهياكل تهذيب الجماهير والحزب الجمهوري، وهكذا سيكون حزب الاتحاد من أجل الجمهورية بعد حين. 
فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.
أرشيف 28 سبتمبر 2018

اثنين, 28/09/2020 - 17:25