لماذا الوساطة..

محمد الأمين محمودي

لاحظت استغراب بعضهم من تدخلي لصالح شخص في قضية أمام القضاء وهنا أسجل الآتي:
أولا:أنا لا أثق في أن القضاء عندنا مستقل ولا أجد سببا يدفعني لذلك.
ثانيا وهي الأهم حسن لبات بالنسبة لي رفيق سجن ونضال وفرار واختفاء ومضايقة وعجز وضعف وهوان..نمنا معا بدون غطاء ولاوطاء على أرضية مغبرة ودون طعام طبعا ولاشراب؛ ولم نعش هذه الأحوال من منطلق المازوخية والاستمتاع بالتعذيب وانما أكرهنا على ذلك لأننا حلمنا ببناء وطن لا أشراف فيه ولاأطراف وأفنينا مع رفاقنا شبابنا من أجل هذا الحلم وابعدنا عن آبائنا وأمهاتنا وبعضنا لسنين، انبطح البعض ومات آخرون بشرف وسرق آخرون ورذل آخرون وهزلوا وظل آخرون يعدون على أصابع اليد يتلمسون طرائقهم في الحياة وفي ساحات نضال أخرى قد لاتكون الحلم الأول لكنها قد تكون حلما بديلا في انتظار غد أفضل..
حسن رفيقي لم يسلمني ولم أسلمه،هو قريبي في عقيدتنا وأنا قريبه تماما كتوأم الآخرة عند اليزيديين،هكذا كنا جميعنا سيدي حنفي الشريف جمال تشوي خملش جالو حسن آب فاتو مريم سلوى لبيظ..والقائمة طويلة لكنها بالرغم من طولها كانت أقصر وأضعف من المجتمع وآثامه وقوته وسلطته وتراتبيته المنافقة المقيتة..تفرقت الدروب وعتبت على حسن وسيدي وبعض الرفاق لأنهم صدقوا شعار الواعظين الذي رفعه آخر ثعالب العسكر..لم أصدق استشرافهم وسفهت أحلامهم فاعتبروني راديكاليا أو آخر حامل للواء الأحمر في روما..وعتبت عليهم لصمتهم عن الانتقاء في ملف لجنة البرلمان والذي يبحث عن شخص واحد هو عزيز وعشيرته لاغير وكأن الرجل كان يحكم البلاد ويسيرها ويبيع فيها ويشتري بكف واحدة وبشخص واحد..أين أعوانه؟
 لايهمني موقف الرفاق هنا فهم مخدوعون بالنسبة لي، لكن ايماني بذلك الماضي وبمواقفهم في فترة الشباب وماقبله هو ما يجعلني أثق في أنهم لم يبيعوا ولم يتنازلوا في الماضي فكيف وقد كبروا واتضحت أمامهم بشاعة الظلم والغبن أكثر من أي وقت مضى ومن هؤلاء حسن لبات طبعا..ظِل الرفيق بالنسبة لي يعادل انسانا آخر سوي القوام بشارب وغليون ويتدبر شؤونه اليومية..هذا مجرد ظل ولكم بعدها أن تخمنوا كيف هو صاحب الظل بالنسبة لي.
حسن رفيق والرفقة فوق الانتماء المهني..أصدقه وأكذب قضاء العالم فمابالكم بقضاء يسجن العشرات بدون محاكمة لمدة طويلة ثم ينظم بسرعة ودون مواعيد محاكمة لمدة ساعة وينطق بالحكم بالرغم من أن قضايامشابهة توجد في رفوف العدالة منذ أمد ولم يهتم لها أحد..انها ارادة العسكر وهم الآن يميلون لسجن الناس كاجراء يقيهم اللسع واللدغ فبدن غزواني لايحتمل عكس سلفه في هذه الجزئية..
لم ولن أثق في أحكام العسكر وستظل مسلماتي كما هي وسيظل الرفاق بالنسبة لي فوق كل شبهة حتى وان رأيتهم ينخدعون ويجرون وراء نملة يعتقدونها جان دارك..إنهم عِشرة سجون وعشرة أيام الاستضعاف وعِشرة فترة الحلم فاغفروا لي ان وقفت مغمض العينين مع أحدهم حين يحكم عليه قضاء نيرون.
سيخرج حسن وسأقول أهلا بك أيها الضال فالضال من سلك سبيلا لايؤدي الى غايته وانت تعتقد أن هؤلاء سيحققون العدالة في البلاد وهم من غزية التي نعرف تاريخها منذ عقود..ستضحك وترد علي بأنني أحتضر ايديولوجيا..لكنني لن أرد لأن ليالي السجن تلك والتي قضيت منها في كيهيدي الأشهر والأشهر نحتت في عقلي بأن من صبروا على صدقهم هناك لن يكذبوا لأي سبب.

سبت, 10/10/2020 - 13:22