بعد اعتقال سفاح المهاجرين في ليبيا.. متى يأتي دور بادي؟

ارتبط اسمه في ليبيا بتهريب البشر والوقود، فضلاً عن استهداف مراكب المهاجرين وإغراقهم، لعل هذا ما دفع العديد من الأطراف خلال الساعات القليلة الماضية إلى التعبير عن ترحيبهم بقرار توقيفه.

فقد رحبت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، باعتقال إمبراطور تهريب البشر والوقود المطلوب دوليا عبد الرحمن ميلاد الملقب بـ"البيدجا"، لتورطه في ارتكاب جرائم وانتهاكات ضد المهاجرين غير الشرعيين.

وقالت البعثة في بيان نشرته، مساء أمس الخميس: "إن اعتقال "البيدجا" خطوة هامة نحو ضمان العدالة لآلاف من الفئات المستضعفة الليبيين منهم والمهاجرين على حد سواء، وتعزيز احترام حقوق الإنسان في ليبيا"، مشددة عل ضرورة إجراء محاكمة عادلة وشفافة وسريعة "للبيدجا" ولجميع الأفراد المحتجزين حاليا في الحبس الاحتياطي.

بدورها، رحبت السفارة الفرنسية بليبيا بالقبض على الزعيم الميليشياوي هذا، تنفيذا لقرارات القضاء الليبي ولجنة العقوبات في مجلس الأمن للأمم المتحدة، مؤكدة أن "محاربة جرائم الاتجار بالبشر ضرورية في ليبيا وفي العالم".

وفي نفس السياق، أعرب رئيس مؤسسة النفط بطرابلس مصطفى صنع الله في خطاب لوزير داخلية الوفاق عن سعادته بالقبض على عبد الرحمن سالم الميلادي، مؤكداً أن الأخير مرتبط بنشاط إجرامي متعلق بتهريب الوقود، ومبينًا أن مؤسسة النفط كانت تلاحقه قضائيًا.

ماذا عن بادي والعمو؟
إلى ذلك، دعا عدد من الناشطين في مدينة الزاوية، وزير الداخلية إلى القبض على المتهمين الآخرين في قضايا الاتجار بالبشر وتهريب الوقود وارتكاب جرائم في حق الليبيين أسوة بالبيدجا، على غرار ابن مدينة مصراتة وقائد ميليشيات "لواء الصمود" صلاح بادي والمهرب أحمد الدباشي الملقب بـ"العمو"، وذلك لتحقيق المساواة في العدالة وتطبيق القانون.

بينما رأى آخرون أن عملية الاعتقال هذه جاءت انتقاما من "البيدجا" الذي خرج مؤخرا في بث مباشر، انتقد فيه الاستعانة بالمرتزقة السوريين والأتراك في الحرب الأخيرة وتفضيلهم على الليبيين، كما فضح علاقة بعض قادة الميليشيات المسلحة بالخارج خصوصا تركيا، وعلى رأسهم وزير الداخلية فتحي باشاغا.

إغراق مراكب المهاجرين
و"البيدجا" مهرب سيئ السمعة في ليبيا وخارجها، يشرف على قوات خفر السواحل التابعة لحكومة الوفاق، وهو مدرج على قائمة عقوبات مجلس الأمن الدولي، ومتهم بإغراق مراكب مهاجرين في عرض البحر واستهدافهم، كما ورد اسمه في نشرة خاصة للمنظمة الدولية للشرطة الجنائية "الإنتربول"، وفي أمر اعتقال صادر عن مكتب النائب العام في طرابلس بتهمة الاتجار بالبشر وتهريب الوقود.

أثار قرار اعتقاله داخليا جدلا واسعا، كما فجر توترا أمنيا في العاصمة طرابلس بين الميليشيات الموالية لوزير الداخلية فتحي باشاغا وميليشيات مدينة الزاوية التي ينحدر منها "البيدجا".

العربية نت

جمعة, 16/10/2020 - 15:48