يحتاج "مختصر "الشيخ خليل النحوي تحْشِيَّةً من الدِّرْدِيري و الحَطَّابْ..مع أنه لا إشكال..واتضح لبيانه..ووضوح بيِّنته إلا أنه عند الخليليين غير جائز البَتَّةَ.
قرأت كثيرا عن الخليلية في الغرب الاسلامي وفي هذه الإيالة الشَّنْظُورية .. و توصلت إلى أن المختصر نحى فيه ابن إسحاق رحمه الله وجزاه خيرا أسلوبا إهْلِيجِيًّا حذفيا الهدف منه آنذاك كالهدف من الضاغط Winzip عن طريق ضغط الجزئيات في الكليات او الامهات الجامعة.
وهو كمختصر سادس للمدونة لخص فيه خليل 748 هجري توضيح ابن الحاجب الكردي 646 هجري ، الذي لخص فيه جواهر ابن شاس، الذي لخص فيه تلخيص ابن بشير، الذي لخص مقدمات ابن رشد،التي هي خلاصة تهذيب البراذعي 430هجري، الذي لخص مسائل سحنون المعروفة بالمدونة. و يعد أهم إختصار لهذه المدونة بعد مختصر - آخر المتقدمين واول المتأخرين منا معاشر المالكية - القيرواني 386 هجري الذي قال عنه القاضي عياض أنه عليه المعول في المغرب في التفقه يومها...
بيد أن خليلا إلتزم في مختصره هذا ما به الفتوى من الأقوال الراجحة والمشهور..وما به الفتوى يدور بدوران الواقعة حسب الزمان والمكان.
فقد يصلح لزمان خليل الذي اختصر توضيح ابن حاجب وبينهما قرن ونقح ابن حاجب اختصار البراذعي وبيهما قرنين والبراذعي اختصر باكورة السعد للقيرواني وبينهما نصف قرن والقيرواني اختصر مدونة سحنون 240 هجري وبينهما قرابة القرن وسحنون تلميذ أسد بن الفرات 213هجري الذي نقلها عن ابن القاسم..الذي أجاب فيها بما أخذ عن مالك.
ولا شك ان تلك الاختصارات المتباعدة زمانا ومكانا تصرف فيها المختصرون جميعا بالزيادة و النقصان و التنقيح .. و هو ما يجعل اختصار خليل وتنقيحه اليوم ضرورة تبرر قول الخليل النحوي تمكِّن من تنقيته مما لا تمكن به الفتوى في القرن الخامس عشر الهجري لانعدام محله.
ان هذه الدعوة يجب ان تكون مدعاة لفقهاء الوقت لاختصار المختصر من جديد و تنقيته مما لا يناسب الزمان...كما فعل السابقون.
ثم إن خليلا أذن لنا في اصلاح وتكميل من هفا فيه ألم يقل خليل عن نفسه رحمه الله:" ثم أعتذر لذوي الألباب من التقصير الواقع في هذا الكتاب وأسأل بلسان التضرع والخشوع وخطاب التذلل والخضوع أن ينظر بعين الرضا والصواب فما كان من نقص كمَِّلوه ومن خطأ أصلَِحوه فقلما يخلص مصنف من الهفوات أو ينجو مؤلف من العثرات.
و السلام.
