فضاء التنوع الثقافي :

الشيخ معاذ سيدي عبد الله

في كل عاصمة من عواصم العالم لابد من وجود فضاء ثقافي تتنفس فيه الابداعات والفنون...
وهذا الفضاء كان متنفس جمعيات وأندية واتحادات موريتانيا الثقافية ..
فقيه نظمت موريتانيا مهرجانها السينمائي وحضره ضيوف من مختلف بلدان العالم.
وفيه نظم اتحاد الأدباء مهرجاته السنوي.
وفيه مارس المسرحيون طقوسهم الآسرة.
وفي تعطرت نواكشوط بمهرجان ليالي المديح النبوي الشريف.
وفيه احتفل الرباط الوطني لمقاومة الاختراق الصهيوني بفلسطين والقدس وغزة وكانت نواكشوط قبلة لمناضلين ومنشدين كثر..
وفيه ابتسم الاطفال ولعب المعاقون في مهرجاناتهم المختلفة..
وفيه أقام المطربون والموسيقيون مهرجاناتهم..
وفيه تعانقت موريتانيا الثقافية بكل أعراقها ومكوناتها...
وفيه ولد مشروع ( اقرأ معي) وتم نصب كوخ من الخشب يرتاده عشاق المطالعة من الشباب كل يوم فيحميهم من الانحراف و الانحلال..
ترى أين ستجه كل هؤلاء المسكونين بشيطان الثقافة إذا انتزع منهم هذا الفضاء؟
وما المانع من تركه رئة لتنفس هؤلاء، خاصة أنه يطل على مرافق تلائمه و ترفده كـ( دار الثقافة/ المتحف) و ( المكتبة الوطنية) و( المعهد الموريتاني للبحث العلمي)...
أتمنى أن تبقي  وزارة الشؤون الاجتماعية على هذا الفضاء، وأن تقوم بتطويره وحمايته ...
هذا فضاء لا غنى عنه .. والبدائل عنه غير متوفرة ... ونواكشوط حبلى بالقطع الأرضية التي يمكن استثمارها والابقاء عليه هو كما كان....

سبت, 05/12/2020 - 10:42