معاناتنا بين يومين

أحمدو الوديعة

بعد ساعات نودع اليوم العالمي لمحاربة الرشوة والفساد ، ونستقبل اليوم العالمي لحقوق الانسان ، قلنا اليوم في الحرب على الفساد،  ما كنا نقول كل السنوات، وسنقول غدا ما كنا نقول كل الأعوام.
اليوم قلنا إن حربنا على الفساد مستمرة ، وطبلنا لإعادة تدوير اتفاقية فساد، واعتبرناها إنجازا،غدا سنحتفل بالإنجازات  وسنتحدث عن حقوق الانسان والتآزر وآلية مكافحة التعذيب .
وسائل إعلامنا الممولة من مالنا العمومي لم تعلم بعد باعتقال الأرامل والأيتام في ذكرى الاستقلال، لم تصلها صور التعذيب الوحشي لنشطاء ازويرات، لاعلم لها  بقمع الطلاب المطالبين بالتسجيل ولا باضراب كلية الطب.
أزعم- ومعي أدلتي- أن مستقبل هذه البلاد مرهون  بإنجازات فعلية في ملفي الحرب على الفساد، وإقامة العدل واحترام حقوق الانسان ،ويؤسفني أن أقول لكم ونحن في سكون الليلة الفاصلة بين اليومين  إن الطريق أمامنا صعب وعر متعرج، كدت أقول دونه خرط القتاد، لكن لابديل عن مواصلة السير بإصرار وعزيمة ومصابرة فلابد من صنعاء، وإن طال السفر.. سنصلها متحررين محررين من الفسدة، والقتلة، من النهابين والاستعباديين، من المصفقين والتبريراتيين.
يحتاج الأمر شد أحزمة، تجديد عزم، شحذ همم فقوى الفساد، وامتهان الكرامة الإنسانية تقاوم بكل ما تملك لتستمر في إخضاعنا ، فهل نحن واعون بذلك ، وجاهزون لكسب الرهان..؟

جمعة, 11/12/2020 - 09:05