أولوية الصحة وأهمية التعليم

خونه ولد إسلمو

يبدو أن جائحة كوفيد-19 صارت تفرض نفسها يوم بعد اليوم على العالم ككل كمرض مستوطن لا بد من التعايش معه وابتكار الحلول الوقائية والاحتياطية لتجنب استفحاله وقد بات التعليم المتضرر الأول عالميا من هذا الوضع غير أن الضرر الذي قد يلحق بالمنظومة التعليمة يختلف عن ما هو محسوس وملموس من التداعيات الاقتصادية ذات الأبعاد الاجتماعية لهذه الجائحة  فالتعليم عدى كونه غذاء للروح هو أداة تأهيل وتكوين العنصر البشري الذي يقع على عاتقه صون الكيان المعنوي والوجود الحضاري للمجتمع حاضرا ومستقبلا هذه الثروة هي التي قد تصاب في الصميم وفي مقتل وبصمت  وهذا أمر جلل يتوجب الانتباه إليه والعمل على تفاديه أو على الأقل حسر مخلفاته التي ستنعكس إن هي أغفلت لسنوات على الثروة المعرفية لأمتنا والتحصيل الدراسي لأجيالنا الناشئة والشابة.

إن الصحة هي أولوية الأولويات بتالي فإن المحافظة على الأنفس أولى من ما سواها في كل الظروف ومع أن المستهدفين بالتعليم هم أكثر الفئات الحاملة للفيروس عالميا وأقلها تجريبيا تأثرا به إلا أن هناك حقيقة أخرى هي أنهم هم أكثر فئة تنقل الفيروس وذلك عائد لعدة عوامل مرتبطة بنشاطهم وتواصلهم .

إن أي عودة غير آمنة هي مخاطرة جسيمة لا تنبغي مطلقا غير أن توخي الحيطة  واتخاذ الإجراءات السليمة والتدابير الصحية الحصيفة قدي يحقق التوازن المطلوب بين الصحة التي هي الأولوية والتعليم ذو الأهمية البالغة وهذا هو التوجه السائد في معظم دول العالم التي أسقطت من حساباتها نظرية من يقولون بالانتظار حتى تحقق شروط العودة الشاملة والآمنة وصارت تميل إلى تطبيق أقصى وأقسى الشروط  للعودة الجزئية المحدودة ثم العودة التدريجية المتناسبة للدراسة.

لقد أبانت موريتانيا عن حكامة فائقة في تسيير هذه الأزمة على جميع المستويات خصوصا في الجانب الهام المتعلق بتعاطي وزارة التهذيب الوطني مع هذه الظروف الطارئة والتي اتسمت بالاحترافية واليقظة التامة ما مكن من إنقاذ عام دراسي كادت تعصف به الجائحة المفزعة.

إن الحكومة مطالبة من جميع شركاء العملية التربوية باتخاذ الإجراءات والتدابير المناسبة لاستئنافٍ مخصوص وجزئي للدراسة يبقي جذوة الحماس والعطاء لدى المدرسين متقدة فقد جاء هذا التوقف الاضطراري والضروري في وقت بدأ فيه التلاميذ والطلاب يتلمسون الطريق الصحيح لمواكبة المقررات التربوية ذهنيا ومعرفيا  بالتالي كانت ردة الفعل المتقبلة للقرار مصحوبة بحسرة تم تجرعها والآن فإن الجميع مدرسين وآباء تحدوهم رغبة عارمة في مواكبة الإرادة الصادقة للقائمين على القطاع  وعلى رأسهم معالي وزير التهذيب الوطني والتكوين التقني والإصلاح السيد محمد ماء العينين ولد أييه ويأملون أن تتهيأ لهم الظروف والشروط والضوابط لعودة العام الدراسي لمساره مع تمام الاستعداد للتكيف مع ما تمليه ظروف الجائحة.

إن هذا الاستعداد لدى المدرسين والثقة والحرص من الآباء والتأهب لدى الطواقم التأطيرية والمستوى العالي من روح المسؤولية لدى معالي وزير التهذيب الوطني والعناية الفائقة من طرف الحكومة ورئيس الجمهورية بقطاع التعليم مكسب وطني وفرصة يجب اغتنامها لصالح الوطن والتعليم الذي هو ركيزة النهوض بالمجتمع وأساس أي تنمية يراد لها النجاح.

وبـيـن الجـسـم والـفـكـر ارتـبــاط      إذا مــا طـــاب ذاك فـــذا يـطـيـب

جمعة, 11/12/2020 - 09:36