حديث في الزواج

محمدن الرباني

الزواج ليس مجرد قضية شخصية، ولا مجرد اقتران بين جسمين، او تجانس بين روحين، بل الزواج إضافة إلى ذلك، هو تأسيس للبنة اجتماعية وانسجام في شبكة من العلاقات الاجتماعية البنيوية المعقدة.
ولأن قرار الانفصال بيد الزوج ولأن طبيعة الرجال التفكر في العواقب والمآلات، وبذلك يكبحون العواطف أكثر مما يكبحها النساء، خاصة أنهم أصحاب التبعات المالية، لذلك فقد أسقطت الشريعة الولاية في حق من كان منهم عاقلا رشيدا.
أما المرأة فلكونها لا تملك قرار الانفصال، ولأن العاطفة قد تأخذ بها كل مأخذ، فقد احتاطت الشريعة لها من جهتين:
_ من جهة احترام مشاعرها ورغباتها فاشترطت رضاها بمن تزوج كما تشهد لذلك نصوص الكتاب والسنة.
- ومن جهة مصلحتها اشترطت رضى الأولياء حتى يكون نظرهم المجرد من العاطفة مكملا لنظرها الذي لا يخلو منها غالبا.
وحين يتعسف الولي في استخدام الحق ويتكرر منه منع المرأة من خاطبها بغير عذر شرعي يكون مرتكبا جريمة العضل وينزع الشرع الولاية منه فيسندها إلى الحاكم. 
من هنا فإن أي زواج رغم أنف المرأة هو زواج غير شرعي كما أن الزانية هي وحدها من تزوج نفسها.
وهكذا فإن من أسلمت نفسها لرجل من غير إذن وليها مارقة عن الشرع مصادمة للعقل لكفرانها إحسان الوالد من قبل أن تولد إلى لحظة فرارها.
وجدير بالذكر أن أمر الوالدين بترك زواج شخص معين يجب امتثاله، سيان في ذلك الرجل والمرأة، فلو أن رجلا نهته أمه عن تزوج فلانة فإنه يجب عليه امتثال أمرها بعدم الزواج من تلك المعينة.
والعلم عند الله تعالى.

أربعاء, 16/12/2020 - 09:45