الفناء على الطريقة الموريتانية

اقريني امينوه

يشيخ الموريتاني فجأة... هكذا كقرار الأحد الماضي،قاطعا ونهائيا ...تشيب ذوائبه ويضمحل جسمه بشكل كاريكاتيري،ويتحول لرفات رجل فى أعوام بسيطة،ويصبح آيلا للسقوط كمدارس الاستقلال.

يموت مواطن الصدفة بالتقسيط المريح،ويغلى على نار هادئة، ويحرم عليه أن يتألم بصوت مسموع.

تمر دورته الحياتية بمحطتين أساسيتين،الأولى حين يتخرج ليكتشف زيف المنظومة التى هيأته لهذا الهباء،والثانية حين يقف على حقيقة حكوماته التى تسيس حياته.

يقضي الموريتاني العادي نصف حياته فى انتظار "البراد التالي"والنصف الآخر فى السؤال عن موعد تغيير الحكومة،وعن حال الأوقية،وحظوظ ارتفاع سعر طن حديد "سنيم "فى الأسواق العالمية،وعن قيمة اتفاق الاتحاد الأوروبي مع وزارة الصيد،ويمني النفس بتقسيم الأراضي على مناضلي التكتل،وحزب طلائع التغيير ، ويحلم سرا أن تتكفل وزارة الشباب والرياضة بعلاج مشجعي "اف سي ملح".وفى تلك الأثناء يكتشف أن أسوء ما قد يحدث له ليس خبر إصابته بكورونا، ولاغلق الحدود... الأسوء هو هذا الحال ... هذا الموت البطيئ وهذه الدوامة السرمدية.

    

خميس, 17/12/2020 - 09:21