التشكّل السياسي المنتظر

محمد محفوظ متالي

لا تبدو اللوحة السياسية التي تظهر الآن على مستوى واجهة الحزب و الحكومة مكتملة الأركان قويّة البُنية قابلة للمكوث ردحا من الزمن و حينا من الدهر و لا يبدو أنها يمكن أن تواجِه و تُنازل  سياسيا و تُقنع جهويا و حتى  انتخابيا...

فحسب رأيي لم يستعد الحزب بعد ألقه و إعلاميّته و حيويّته المؤثرة  في ظل القيادة الجديدة التي كان الأجدر بها صياغته بعد مسح الطاولة و إعادة "بعثه" من جديد في تمظهر جديد و في حلّة مطمئنة بدل ترميمه و معالجته على ما هو عليه من كِبر و وهن و اختلال و تآكل و قد كانت الصراعات البينية أواخر حكم النظام السابق معجّلة لشيخوته رغم حداثة تجربته و زخم إعلاميته أنذاك التي أقنعت الشعب أكثر من الحكومة و منعته من ارتدادات الربيع العربي و خطاب المعارضة الناطحة بيدَ أنه لا يبدو كذلك النظام الجديد الذي لا يولي أهمية "للنطق باسم الحكومة" كواجهة خطابية هامة كيف لا و قد أوكله لأهل "العلوم" بدل أهل الفنون الذين أوكل لهم النظام السابق "النطق" طيلة فترته و يعرفون   بحكم التخصث من أين تؤكل كتف "النطق" و من أين يستحسن استغلال المنابر و متى يستهجن و يستخشن و قد استفاد من ذلك التوجّه و التوجيه النظام السابق ...

نعلم أنه ليست هنالك حاجة الآن لكل هذه "الإعلامية" في ظل تهدئة سياسية أو تطبيع سياسي  كما يحلو للبعض و لكن حين نزول أي خطاب معارض للساحة السياسية لا يمكن للنظام بهذه التشكلة أي ينازل و يواجه و يقنع و من الذي أتوقعه قريبا أن يحال بعض الوزراء في الحكومة الحالية إلى مستشارين في الرئاسة و تُستقدم أوجهٌ جديدة تشكّل مفاجأة للساحة السياسية  من أجل أن تكون قادرة على أن تواجه المرحلة القادمة و ما تتطلبه اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا و حزيبا 

صحيح أنه ليس هنالك أحد الآن ضد النظام و لكنه في نفس الوقت ليس هنالك أحد معه بالمطلق أو ليس هنالك ما يجلب له حتى و يستدعي المضي قدما في ركبه و سبب كلا الضعفين ضعف الإعلام أو بصورة أخرى ضعف استثمار الإنجازات المتحققة و خطاب الاستقطاب الضعيف لدى الحزب و الحكومة و قلة المتشبثين به بأقلامهم و أنغامهم 

و في انتظار تشكّل اللوحة السياسية و اتضاح معالم المرحلة يبدو المشهد السياسي ملبدة سماؤه بغيوم سياسية كثيرة و قابل و مفتوح على جميع الاحتمالات و المآلات و القراءات.

اثنين, 28/12/2020 - 16:33