المسؤول الحكومي  "المستجد"

اقريني امينوه

هناك علاقة شاعرية بين المواطن البسيط والمسؤول الحكومي  المستجد؛ فالأول يفنى على يد الثاني:يسحقة بقفاز ناعم حتى يبصر النجوم  فى قيلولة "لمغيطي"
المواطن الذي "يخال الرغبف بدرا" ويحلم بلقاء فاكهة موسم  قبل لقاء ملك الموت  مل من لعبة البدلاء وتبادل الأدوار  ومل من اجراءات شديدة الخصوصية ينعم بها صفوة الناجين من براثين  خانة "المتعثرين تعيينيا"
•••

؛يشيب المواطن ويضمحل بينما يزدهر ويتجدد المسؤول الحكومي بمباركة المواطن وأمام ناظريه؛يُعرض له فى نشرة الأخبار  كل مساء متجهما وهو يدشن مشروعا منطقي الإسم؛
(مشروعي مستقبلي .... وداعا للدفره فى زمن الوفرة الخ)
 هذه المشاريع القريبة شكلا من سيكولوجية المواطن البائس، تعده بالغد الباسم والرفاه القادم والثراء السريع، ثم يختفى  المشروع والمسؤول والمسير والمراقب عن المشهد ب
يعود  المسؤول المستجد بعدها للواجهة سعيدا وقد زاد وزنه  وتحول لمسؤول مقنع بحجم عائلي ووجه لا يتقاسم معنا شظف العيش وجور المناخ.

•••
عادت تعيينات هذه الأيام كل ذكرياتنا السحيقة مع وجوه ألفناها غصبا عنا، ورددنا أسمائها لسنوات وعهدنا أدائها فى مرافقنا  العمومية ،وخبرنا تسييرها، وحكمها الخالدة عن الزعيم الذي لا يتكرر  وعن القائد الضرورة وعن الخلود ، ولو سألنا العاطل والمعلم والممرض والمتقاعد والضرير والمجذوم والناسك لقالوا لنا وبصوت واحد مللنا و نريد البديل .

•••
مللنا نفس الوجوه ونفس التبرير ونفس الإيقاع وذات المنطق وذات اللحى ونفس الشوارب .
عفنا النظر لنفس المسؤول الجالس كغصة الهزيع الأخير من الليل؛   القابع كفقرنا على صدور آلاف بؤساء  أحياء صفيحنا مللنا نفس التوازنات ونفس الاستراتيجيات التى لا تخفى على بائع رصيد.

•••

المحيط الإقليمي من حولنا تجاوزنا بعقود والعالم يبحث عن وجود على المريخ، ؛ويقسم أمصال الحياة منذ شهور  ونحن مازلنا نقسم الكمامات ومغاسل الكاوتشوك شديدة اللمعان فى هجير الداخل الموريتاني .
 ورغم كل مآسينا الوطنية النبيلة ما زلنا نجلس كل أربعاء نقسم نفس الكعكعة بنفس المنطق وحين  تثور "تغلب "نعدها بتعيينات الأربعاء القادم ونبحث عن مسؤول مستجد نبارك له التعيين  للمرة الألف على المنصب الفريد الذي لم يخلق لأحد سواه.

خميس, 25/02/2021 - 08:29