حتى لا نستعجل 

باب أحمد ولد محمد ولد باب أحمد

ليس من المنصف أن نستعجل في التقييم لكي لا نربك ميزان أفضلياتنا في ظرف قياسي تميز بتفشي كوفيد 19 وما شكله من تحديات عالمية في كافة المجالات متزامنا مع ظرفية إقتصادية وطنية ودولية غاية في الصعوبة ميزت فترة ما بعد تنصيب الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني. 
أعتقد أن إستعجال البعض لا يبدو منصفا إذا علمنا بالتفاصيل الوافية للوضعية المالية والإقتصادية وحتى السياسية المشحونة التي خلفها النظام السابق تركة لنظامنا الحالي.  
ومع ذلك نجد أن رئيس الجمهورية إستطاع التكيف مع تلك الظروف والوضعية الإستثنائية وشرع، بعد التشخيص السليم لها، في معالجة مكامن الخلل وترتيب الأولويات التي من شأنها تلبية تطلعات المواطنين في مختلف المجالات الحساسة كمحاربة الفقر وتخفيض الأسعار ووضع خطط ناجعة للإقلاع الإقتصادي يكون لها أثر مباشر على الحياة المعيشية للمواطنين عموما والأكثر هشاشة منهم بشكل خاص. 
إن مواجهة ملفات العشرية المنصرمة فرضت نفسها بسبب ما خلفته من تداعيات غاية في الصعوبة على إقتصاد البلد وبالتالي فهي إحدى أهم الملفات التي ستشكل لاحقا أهم رادع لحماية موارد البلد وثروات المواطنين، ولأنها في غاية الحساسية والتعقيد، كان من اللازم أن تسلك النهج الصحيح وتمر بالمراحل القانونية والأخلاقية بدءا من تشكيل لجنة تحقيق من الجهاز التشريعي وإنتهاء بإحالة الملف برمته إلى القضاء الذي سيقول كلمته الفصل بعيدا عن رأي الجهاز التنفيذي. 
لقد شكلت هذه الملفات، إلى جانب تفشي فيروس كورونا المستجد وما فرضه من إجراءات إحترازية قاسية ومعقدة، أكبر تحد يواجه نظام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني الذي أبان عن حكمة وترو وهدوء ورجاحة عقل في معالجة مختلف هذه التحديات وذلك في جو من الإستقرار والسكينة بل والإجماع الذي يعد غير مسبوق في تاريخ بلدنا. 
لقد وفق الله ر ئيس الجمهورية في ان يحظى برضى وقبول كافة الطيف السياسي ووقوفه صفا واحدا خلفه في معركة التنمية الشاملة التي أدرك، بحكم تربيته ورجاحة عقله وثقافته الواسعة، أنها تتطلب مشاركة الجميع، لأن موريتانيا ليست لتشكيل سياسي بذاته دون باقي التشكيلات، وليست لجهة أو فئة دون باقي مكونات المجتمع. وهو ما مكن من خلق مناخ توافقي غير مسبوق شكل رئيس الجمهورية ضمانته وحاضنته ومرجعيته رغم تنوع المشارب والإهتمامات. وبالتالي فإن تجاوز التحديات الراهنة وإيجاد حلول ناجعة لها أصبحت مسألة وقت فقط. 
لقد شرع رئيس الجمهورية في التركيز على الفئات الأكثر هشاشة فأستفادت مئات العائلات من توزيعات نقدية مباشرة على دفعتين حتى الآن، كما تم توزيع كميات معتبرة من المواد الغذائية على مئات آلاف الأسر الفقيرة في مختلف أنحاء الوطن وذلك لمساعدتها في التخفيف من آثار تفشي كوفيد 19 في بلدنا. 
كما قدمت الدولة مساعدات مالية هامة لقطاع التعليم الخاص الذي تأثر بظروف الإغلاق وكذلك لمختلف الفئات والقطاعات التي تأثرت بشكل مباشر بآثار الجائحة، فضلا عن جهود وكالة تآزر في مختلف المجالات التي تمس هموم المواطنين كالتأمين الصحي والغذائي ومحاربة الفقر وإنشاء المشاريع المدرة للدخل وبرامج دمج وتشغيل الشباب والعاطلين وفتح المجال واسعا لإكتتاب آلاف المواطنين ودمجهم في الوظيفة العمومية كالأساتذة والمعلمين وعمال الصحة والسائقين وغيرهم ... 
إن معركة التنمية تتطلب وسائل خاصة وجهودا إستثنائية وهو ما يواصل نظام الرئيس محمد ولد السيخ الغزواني وضع لبناته ودعاماته الأساسية وسيكون له، بإذن الله، كبير الأثر على إقتصاد بلادنا وضمان إستقلالها وسعادتها... 
لذلك فإننا مطالبون بدعم جهود فخامته وتقديم الرأي الناصح والتقييم البناء لمختلف مظاهر الأداء المتميز في الورشات والمشاريع التنموية الكبرى التي تشهدها بلانا منذ تنصيبه رئيسا للجمهورية ...

جمعة, 05/03/2021 - 15:50