آمال الأمل

لم أعرفها قبل العمل معها كما لا أعرف أحدا من محيطها أو محيط والدها رحمه الله.

حين اتصل بي ديوانها لمقابلتها وعرضت عليّ ملفا من ملفاتها. قلت لها صحيح أن لي تجربة طويلة في الموضوع وصحيح أنني أتشرف بخدمة الوطن من أي موقع يسعني ولكنني لا أعرف "أدبيات الوظيفة" ولا أصلح لها. بالنسبة لي هناك معياران يوجهان العمل هما الكفاءة والإتقان وغالبا لا يتطابقان مع تدخلات وتوصيات المسؤولين ولذلك قد لا أكون الشخص المناسب. ردت عليّ بهدوء وثقة: لا نبحث إلا عن الكفاءة وإتقان العمل. ولن يتدخل لك أحد في عملك..

قلت في نفسي أحقا هذه موريتانيا التي عرفنا؟ تعيين خارج عن المألوف؟ خارج عن القبيلة والجهة ووووو؟ شعرت بأمل كبير يدب في عروقي وبكل سرور قبلت المهمة متوكلا على الله وعازما على الإنجاز والإنجاز فقط!!

ويسرني أنني اليوم أستطيع تعداد إنجازات هامة تحققت بفضل الله في عهد معالي الوزيرة وكنت جزءا منها. وشهادة للتاريخ أسجل هذه الكلمات وفاء للأخت الفاضلة والوزيرة الحازمة آمال الشيخ عبد الله.

لقد عرفت فيها صفات حميدة كثيرة منها الجد والإخلاص والمثابرة والاستشارة والاستماع. كنت ألاحظ أنها تسجل في مذكراتها الأفكار والمواضيع التي نناقش. وكلما اقترحت عليها فكرة عملية تعجبها تقول لي "يجب تنفيذ هذا بسرعة!" .. الزمن ليس في صالحنا. وربما قالت بالفرنسية Rapidement حتى صار للكلمة وقعها الخاص في أذني

 

شكرا معالي الوزيرة آمال فقد بعثت في النفوس آمالا وتركت آثارا شاهدة على أن الوطن مازال بخير ومازال قادرا على تأليف فريق عمل جاد يرفع التحديات ويمسح دموع اليأس .. ويعيد لنا الأمل في اللحاق بركب الحضارة يوما ما.

 

موظف في القطاع

أحد, 03/04/2022 - 18:55