حكومة القرب، والتفنن في المصطلحات

 محمد ولد سيدي

التحديات قوية، منها، ماهو قديم، قدم بعض أركان النظام، ومنها ماهو حاضر، ويتجدد، بتجدد الأحداث ،الوطنية ،والدولية ،لايهم طغيان محافظة من الشرق أو الوسط على الكشكول الذي جمعن، بعسر، وذلك ينم عن حسن نية، ومدى قراءة الواقع المر، قراءة عميقة، تستوجب العلاج والرفع من أداء فريق منح كافة الصلاحيات،خلال ولادته  الأولى، ثم تحويره، بشكل، طفيف،  ثانية، فخيب آمال القاعدة قبل  الهرم ،الذي أبدى امتعاضه كما القاعدة الجماهيرية المعنية بالأداء الأفضل، ولكن، هيهات ،حتى دق ناقوس الخطر، وخرج عن المألوف في الخارج والداخل، في مدريد وقصر المؤتمرات. 
كما قلنا دوماً،لا يهم طغيان، البياض، على السواد، مع أن طغيان البياض في الحكومات  من العادات والتقاليد، الموسومة بقبضة التراث، حتى في زمن الثورة الرقمية، ولا يهم هيمنة الشيوخ على حساب الشباب، أو التوازن بينهما، المهم حكومة تبني، حكومة قادرة على مواجهة التحديات، حكومة قادرة أن تقنع نفسها، بعلاج أحد أعضائها، في مستشفياتها، حكومة قادرة أن توقف سيل، أمواج المرضى المتدفقين الى داكاروتونس والرباط وباريس ومدريد واسطنبول، حكومة قادرة على توفير لقمة العيش وقد منحها الله من السبل مالم يمنح لدول الجوار من الأراضي الصالحة للزراعة، والمعادن، والثروات الطبيعية، حكومة قادرة على وأد الفساد الذي يكرم فرسانه بالتدوير من حين لآخر، وهذا هو أبرز التحديات ،فكيف يمكن التوفيق  بمواكبة الأقطار التي قطعت مراحل متقدمة في التنمية والتقدم، عن طريق مقاربات جيو إقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، و عدم التحرر من معوقات الهدم والتعثر والجري وراء الآخر ؟ إنها حقيقة معادلة أخرى تنضاف الى معادلات أخرى، عصية على الحل. 
المسألة الثانية، الإبداع في صياغة المصطلحات، والتمكن من فنون اللغة، لايكسي جسماً،ولا يملأ بطنا، ولا يحقق إكتفاءً،ولا يشيد مصنعاً،و لا يلملم جراحاً، الوطن الغني بالموارد، لم يعد يتحمل المزيد من ضياع الوقت، ويتألم أكثر بالتقدم الهائل الذي يحصل في جواره من البلدان التي لاتملك موارد، ويتألم أيضا من عدم الإستفادة من نعمة الإستقرار،والأمراض الإجتماعية، والجوهرية التي ذكرها صاحب الفخامة في خطابات مدريد وقصر المؤتمرات وبرنامج تعهداتي، والإستقلال ومدينة وادان، لم تسلك طريق العلاج اللازم. 
حكومة القرب التي ذكر الوزير الأول- وهذا من إبداع نخبتنا الحاكمة،- التفنن في المصطلحات الخداعة - مع ضعف الأداء -  والحكومات هذه، بين مهندس ودكتور، والمفارقة أن حكومات دول الجوار المستقرة الرائدة في التطور والتقدم، ، هم أيضا  بين دكتور ومهندس، فلماذا لا بنية تحتية راقية في بلد تتفجر أرضه بالثروات، وتغدق عليه المؤسسات الدولية بالمساعدات الهائلة؟؟؟؟؟؟
نتمنى أن يوفق الرئيس غزواني استدرك الخطر والتباطؤ في تنفيذ برنامجه الإنتخابي الواعد الذي لم يسلك سبل النجاح بعد رغم مامر من المأمورية، ورغم الظرفية الدولية الصعبة، وقبل أن نختم ننوه أن الحي لايرث الحي، والتعثراث التي تقوض تقدم البلد، وتنميته، ويبرربها وزراء في حكومة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني فشلهم، هم أنفسهم شاركوا في تلك النكبات، وبإمكانهم القضاء على تلك الإختلالات طالما أنهم على الميدان، ويملكون الآليات اللازمة، الإصلاح لا يتطلب كثيرا من الوقت، بل بالإرادة والصرامة فقط تتحقق الأهداف. 
حكومة القرب من المواطن وهذه العبارة الفضفاضة، تطرح سؤالاً،آخر، وتستوجب وقفة: هل كانت حكومتكم بعيدة عن المواطن، ولماذا، وقد منحتم الحرية المطلقة في تنفيذ برنامج رئيس اتخذ من العهد سبيلاً،لبناء دولة القانون أليست هذه إشكالية ؟ 
بالطبع كانت بعيدة من المواطن، لكن، القرب منه في آخر المطاف، لن يتحقق  في ظل أزمة إقتصادية عالمية المتضرر الأول منها الحكومات التي ينخرها الفساد والمفسدين  وأبرز التحديات التي تواجهها تكمن في:
1- أزمة الطاقة والجفاف والأعلاف 
2- ارتفاع الأسعار، أو تثبيتها على الأقل 
3- الفساد والمحسوبية والديون 
أما عن الإنصاف، فإنه شعار هو الآخر أكثر منه واقع ملموس، فبالإضافة الى جمالية المصطلح، فإن المهمشين مازالوا دون المستوى في مواطن الثروة ،فالمفوضيات الكبرى، التي هي بحجم وزارات، والبنك المركزي ، والهابا و  مؤسسة الإشهار، والمجالس العليا، يعد التواجد فيها، ولا أقول إدارتها من المسائل النادرة،لذا فإن المسافة لم تأخذ طرق التقارب بين الفسيفساء الإجتماعية وهذا هو أبرز التحديات، تسمين السمين...كما أن مقاربة إقتصادية واجتماعية وثقافية شاملة قادرة على النهوض بالبلد نحو مصاف الدول التي قطعت أشواطا في التنمية لم تأخذ حكوماتنا الموقرة مسارها بعد.

خميس, 07/04/2022 - 12:51