الأردن: عفوا لقد نفد رصيدكم

سهير فهد جرادات

كثير من مسؤولينا “غير الأشاوش” الذين ما زالوا على رأس عملهم، أو من أولئك الطامعين بالعودة للمنصب الذي يستمدون منه القوة والهيمنة والتكسب، يلجأون الى لفت الأنظار بالظهور الإعلامي أو ما يعرف ب “البهرجة الإعلامية الزائفة”؛ ظَنّاً منهم أنهم سيحصلون على الرضا، والعودة لنادي رؤساء الوزراء، او الاستمرار في مواقعهم.. وبالأصل غايتهم ان يقولوا لأولي الأمر : نحن هنا !!
كلنا استمعنا وشاهدنا حوارا مع رئيس وزراء أسبق، الذي في الحقيقة لا احد يستطيع ان ينكر أنه لا يجيد القراءة والكتابة، وضعيف في الإملاء والخط… افكاره مبعثرة والتركيز عنده معدوم.. تقديره لا يتعدى : ضعيف جدا.. إلا انه يجيد التهرب من الإجابة، وبارع في استخدام المواربة وأسلوب اللف والدوران الذي يجيده جميع النصابين، وبعض السياسيين الذين وصلوا عن طريق “الشفعة” والعلاقات الشخصية الى أعلى المناصب..
هذا الرئيس “الأسبق”، أذهلنا نحن الشعب الاردني، وولد لدينا قناعة بأن من يتولى المناصب العليا ليس بشرط أن يكون على قدر من الفهم، و الأهم أن تكون عائلته مقربة او لها علاقة نسب أو بحكم الصداقة أو زميل دراسة أو معرفة أو أن يكون قد رشح من قبل أحدهم، أو أن تكون هناك “جهة ما” هي التي تحركة كالدمية و “تُحكيهِ” بما تريد، وهو مجرد “واجهة “ لتنفيذ ما يطلب منه.. والباقي عليهم !!.
الحقيقة، هذا النموذج شيء “لا يشرف” ويعكس صورة سيئة وغير حقيقية عن عقول “أهل الأردن” الذين يسجلون أعلى درجات التحصيل العلمي، وأقل نسب في الأمية، ونموذج “ محبط “ لأصحاب العقول، ويؤيد بأن أصحاب “الحظوظ” هم الذين يكسبون في النهاية !!..
 النموذج الثاني، الذي كلنا “تَسمر” امام شاشات التلفزيون لمشاهدة خطابته الارتجالية، التي تحتوي على مفردات لغوية قوية في النطق، إلا أنها لا تحمل معنى يترجم أو يطبق على أرض الواقع لأي رؤية مستقبلية، وهي ليست أكثر من “ فَذْلَكاتٌ لُغَويةٌ” خيالية غير واقعية، والبعيدة عن المقاربات العلمية القابلة للتحقيق، والتي يُقصد من ورائها كسب التأييد الرسمي بعيدا عن التأييد الشعبي الذي يجد فيه استخفافا للعقول، وتزييفا للواقع!!..
حتى شعر المواطن أنه أمام فيلم من أفلام الخيال العلمي… معادلاته غير منطقية، ومن الصعب تحقيقها !!.. تخيل يا رعاك الله أن” أجمل أيام هذا البلد هي التي لم تأتِ بعد!!..” عبارة كلما “ خَبْا ضوؤها” يقرر “مُطلقها “ إعادتها للواجهة بطريقة “استفزازية” خاصة بعد مقابلة الملك عبدالله الثاني مع “بي بي سي لندن “ عام 2016، عندما أشار الى ان : ” الشعب الاردني يجب ان يشعر بتحسن المستوى المعيشي، وإلا سيكون من الصعب عليّ ان أنظر في عيون شعبي وان أقول لهم ان الغد سيكون افضل “، هذا الشعب الذي ضحك كثيرا عند سماعه أن الحكومة ستقاوم “ روح السوداوية “ التي نشرتها قرارات الحكومات المتعاقبة، ولن تسمح ان “ تكسر روح الحكومة” التي “ كسرت خاطر الشعب “، وإنها في النهاية ستخرج الحكومة ببياض الوجة مع الأردنيين !!..
في الختام، و ب”الفم الملآن “ نقول لأغلب مسؤولينا السابقين والحاليين : عفوا لقد نفد رصيدكم !!.. لف و حَوْد من هون..

نقلا عن رأي اليوم 

ثلاثاء, 14/06/2022 - 18:24