نواكشوط دولة في عاصمة لكنها تغرق !!

أدي ولد آدب

أنواكشوط ليست عاصمةً دولةٍ، بل دولةٌ في عاصمةٍ...
ومع ذلك، فإنها -منذ عقودٍ- تتقدَّمُ إلى هاويةِ المَصيرِ الكارِثي، مَعْصوبَةَ العينَيْن، أو مفْتوحتَهما، لا فرْقَ.. 
تتنفَّسُ تحْتَ الماء.. تغْرَق.. تغْرَق.. في المُسْتَنْقَعَاتِ الآسنة.. في الوَحل.. في سَبخَات الرمْل.. في طوفان الفساد.. بكُلِّ ما فيها.. من أبْنِيةٍ لم تؤسَّسْ-غالبا- على تقْوى، ولا حتَّى على "صرْفٍ صِحِّي".. 
وبكُلِّ ما فيها من مُمْتلكاتٍ مشْبُوهَةِ المَصادرِ، في مُجْمَلِها.. تَنَاهَبَها لُصوصُ المَالَ العام والخاص.. وقراصنةُ التجارة المُحَرَّمَة.. وباعةُ الحَناجِر، والضمائر، والمَبادئ، والذِّمَمِ... 
وبكُلِّ ما فيها من سُكَّانٍ حَيَارَي.. تائهينَ.. مَسْلُوبِي الإرادةِ.. فاقِدِي الإدارةِ.. مَخْطوفِي القَرَارِ.. مَرَدُوا على البُؤس.. وتكيَّفوا مع الظلْم... وعَفَنِ المستنقعات، ومكبات النفايات.... لا شيْءَ يُمَثِّلُ نَفْسِيتَهم، وذِهْنِيتَهم المُتًحَكِّمَةَ، أكثرَ منْ حَرَكَةِ مُرُورِهم الهائجةِ المائجةِ، على غيْرِ هُدى، ولا صراطٍ مستقيم...
فإلى متى يستجابُ لصوتِ العاصمةِ/ الدولةِ المستغيث : "إنِّي أتَنَفَّسُ تحْتَ المَاء... إنِّي أغْرَق.. أغْرَق.. أغْـــــ..رَ...قْ.

......................................

نقلا عن صفحة الكاتب 

سبت, 15/09/2018 - 13:00