أجمع بدور هذه الصفحة على أولوية حديث البدر الليلة على غيره من الأحاديث ليضعوني بذلك في ورطة الحديث عن البدر وهل يحتاج البدر لناطق باسمه بل هل يوجد من هو أفصح وأبلغ من البدر حين يربط الاتصال في ذات الوقت مع الجميع؛ يدغدغ مشاعر العشاق بوصل وإن على طريقة على ابن الجهم في غراميته البدرية المشرقة
عيون المها بين الرصافة والجسر..جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
أزحن رسيس القلب عن مستقره.. وهيجن ما بين الجوانح والصدر
أعدن لي الشوق القديم ولم أكن..سلوت ولكن زدن جمرا على جمر
...
وقلن لنا نحن الأهلة إنما ...نضيئ لمن يسري إلينا ولانقري
فلا بذل إلا ما تزود ناظر... ولا وصل إلا بالخيال الذي يسري
يستقبل المحبون عرض الوصل هذا على بخله بحبور وسرور وكيف لا وهم يكتفون من البدر بأنه محط نظر مشترك مع الحبيب مهما شطت الدار وفتك الواشون واستحال الوصل
أليس الليل يجمع أم عمرو... وإيانا فذاك لنا تداني
نعم وترى الهلال كما أراه... ويعلوها النهار كما علاني
وحتى من يقعون في قبضة العدو ويخذلهم القريب يجد البدر طريقا للحديث معهم فيتجلى صورة مشرقة بدل صورة مضاضة وقع الحسام المهند
نعم تصل رسالة البدر ويسمع حديث البدر في زنزانة الفارس الأسير الصبور عصي الدمع أبو فراس الحمداني
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر..أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى أنا مشتاق وعندي لوعة... ولكن مثلي لايذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى.. وأسبلت دمعا من خلائقه الكبر
..،سيذكرني قومي إذا جد جدهم... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
حديث البدر ليس حديث شجن وغياب وأسر فقط بل هو حديث وصل ووصال يدنو فيه البدر من المحظوظين بسرقة لحظات من ريب الزمان وفق لغة أبي تمام في أبياته الدمشقية التي لو نعطى الخيار لما أشرنا لها ونحن نريد الحديث عن حديث البدر الباسم فحديث دمشق الآن لا يكفكف دمعه ولكن لغة البدر ليست خاضعة دائما لخصائص اللغة الطبيعية فهي لغة قفز من مكان لمكان
رأت قمر السماء فذكرتني.. ليالي وصلنا بالرقمتين
كلانا ناظر قمرا ولكن... رأيت بعينها ورأت بعيني
....استسمح في التشويش على حديث القمر لننظر خاشعين وننصت فلدى البدر ما يهمس به في وجدان كل منا أيا يكن موقعه من خريطة الوجد،دعونا نتواجد في حضرة البدر وكفى!
#بدريات_أرشيف
