مركز تكوين الوسطيين ضد مركز تكوين الديمقراطيين (2)

سيد محمد ولد أخليل

الرأي الذي سأعرضه عليكم ليس برأي الإخوان ولا رأي الديمقراطيين، ولا رأي الدواعش ولا العلمانيين، بل رأي الإسلام في السبل الشيطانية المبثوثة تحت انظار علماء البدعة والديمقراطية ومثقفي آخر زمن الرويبضة.
ألا تؤمن بالرأي والرأي الآخر وتتابع قناة الخنزيرة بانتظام؟
إذن اعتبره رأيا آخر واعترض، ثم أقنعني أو دعني أقنعك بكل سهولة (في مجال التعليقات).

الغريب أن تنجح الدبلوماسية الإخوانية الديمقراطية المعروفة في غزو بعض المحاظر واستجلاب تواقيع بعض علمائها للتصويت لفتح المركز على طريقة جمع التواقيع الصهيونية!
لكن ما العمل كلنا نعرف أن الإخوان شياطين يمارسون نظام الضغط والتصويت والإنتخاب أكثر من اليهود والنصارى، خصوصا ضد الحكام، نجانا الله من شر الطرفين.

وبالمناسبة، إخوان تونس يتحملون وزر ما قام به برلمانهم العلماني من رد لآيات القرآن الكريم بمنتهى الكفر والوقاحة، وكذلك سيحمل أصحابنا المنافقون هؤلاء وزر كل ما يترتب عن ديمقراطيتهم من مساس بالدين (وهو قادم لا محالة)، سيحمل وزر ذلك كل من وافق على الديمقراطية ودعا إليها، خصوصا تجار الدين الذين يشرعون لها من الإسلام كالجماعة المعروفة.

إذا تأملت في حال المسلمين اليوم رأيت العجب، الجهل بالدين هو السائد، والتطرف بوجهيه العلماني واللاإسلامي هو المنتشر، والديمقراطية الفاجرة المجلوبة من بلاد الكفر هي الأساس الذي يدعو إليه كل دعاة الشيطان عن جهل أو علم، خصوصا جماعة الإخوان التي شاركت في برلمان تونس المعترض على القرآن!

إذا بحثت في أصول الديمقراطيين في البرلمانات قد تجدهم من اليهود المدسوسين أو من مبطني الكفر والإلحاد، وهذا هو حال كل من يعمل في الإعلام المشبوه كقناة الخنزيرة وال BBC الملعونتين.

على كل مسلم عاقل الشك في كل من يعمل في تلك الإذاعات المخربة التي ترعاها المخابرات المعادية.
تابع قناة الخنزيرة ولن ترى إلا تمجيدا للنار التي حرقت دول المسلمين، ودعوة إلى تخريب بلا الحرمين، تأمل في عباراتها الدعاية السخيفة كعبارة "انتم فوق السلطة" تجدها عبارات أطاحت بدول كتونس وسوريا وليبيا، وحرمت المسلمين من دول كبرى كانت قواعد لهم، ومن أجل من؟ إسرائيل وأمريكا.

لابد من التشكيك في كل من يسعى في خراب الأمة ويحارب الدين وإن ارتدي ثياب المسلمين، فلا تغتر بطلاقة لسانه وشهادته، فلا اعلم من إبليس ولا أكثر تجربة منه في الدنيا، وهؤلاء العملاء - وأولهم فيصل القاسم - قد يكونوا كفارا أو يهودا أو أقلها سفلة باعوا دولهم وأمتهم لأن هذه الإذاعات الخسيسة لا يعمل فيها إلا خسيس أو ملحد أو مخمور (فرانس 24، bbc، الخنزيرة إلخ).
إنها إذاعات المخابرات البريطانية والأمريكية والإسرائيلية والشيطان، وليست بإذاعات المسلمين، ولا ينبغي للمسلم العاقل أن يتابع هدم دينه وبلده فيها، ولا يعمل فيها إلا العلمانيون والملحدون، ولا تستضيف إلا السفلة والمنافقين، ولا تناقش إلا أسس الدين وأجساد النساء والمخنثين.

المدافع عن فلسطين اليوم صنفان من المسلمين، تغريبيون سياسيون فتح عليهم الشيطان (حركة فتح التي زعيمها بهائي ضال عباس)، والثاني متحمسون للباطل إخوان للشيطان تجار دين منافقين يلعبون بالدين، الغاية في فقههم تبرر الوسيلة، وتأمل في تكرار "وديعة الإخوان" لدى فيصل القاسم لقوله: "الأوروبيون كذا" "الأوروبيون كذا"، يريد بذلك أن الأوروبيين الذين يعتد بهم، والذين لا يعتد بهم ولا يواليهم إلا حاكم يعبد كرسيه أو مثقف جاهل بدينه، أكثر نصحا للرئيس منه لشعبه!

أقسم لك أن بقاء حماس حتى اليوم يخدم المصلحة العليا لإسرائيل تماما كما يخدم بقاء داعش مصلحة أمريكا، وإلا لكانت أبادتها هي وعشيقها المجوسي "حزب اللات" منذ زمن بعيد!
والدليل على أن الدواعش تابعون لليهود هو سلامة اليهود من قنابلهم حتى الآن!

الدعوات اليوم موجهة إلى رفع الحصار عن غزة بدل تحرير فلسطين!
الحكام المساكين يتمنون اللحظة التي ترضى فيها إسرائيل عنهم وتريحهم بإلغاء قطعة صغيرة من أرض فلسطين إليهم ليتطاحنوا عليها، وكل ذلك بسبب البدع والديمقراطيات المنتشرة.

ألم تسأل نفسك لماذا لا تحتل اسرائيل غزة وترتاح منها ومن حزب اللات الجبان الموجود في دويلة المتناقضات "لبنان"؟

لا تقل لي بأنها لا تستطيع؟
بل تستطيع وفي لحظة إبادتهم جميعا، ولكنه اللعب بالمسلمين وإلهائهم بهذه المقاومات التافهة التي لا تقدم ولا تؤخر ليظل العجز سمة لهم لحين قضاء أمريكا على دول الشرق الأوسط أو قضاء ديمقراطيتها عليها بمبادئ الشيطان.

إنه اللعب بالعقول الذي يتقنه هؤلاء الأعداء في الوقت الذي لا نتقن نحن فيه غير الغباء والجهل بالدين والتعالم والولاية التافهة التي ما انزل الله بها من سلطان .
اليهود وعبيدهم النصارى، يلعبون بنا بديمقراطيتهم التي أفسدت أخلاق نسائنا وأوهنت ظهور حكامنا وأخرجت لنا من المستنقعات كل الحشرات.

هل يجتمع الفاسق والمتقي إلا تحت خيمة برلمان ديمقراطي؟ بل هل يكون حينها المتقي متقيا؟ أبدا، بل سياسيا إخوانيا منافقا كذابا، وأرني سياسيا واحدا يسلم من تلك الصفات الوضيعة إلا ما رحم ربي.

ألا يعرف وديعة الإخوان لدى قناة الجزيرة حقيقتها؟
نعم يعرفها، ويعرف أن فرنسا وأمريكا إمبرياليتين، ومع ذلك هو مستعد للجلوس معهم ومع الشيطان فيصل، كما جلس إخوان تونس مع من رفض القرآن في البرلمان، وكما جلس التواصليون مع من سب أم المؤمنين من شيعة إيران، وكما جلس إخوان مصر مع ترامب ومستشاريه الذين يصفون الإسلام بأنه سرطان يجب اقتلاعه.

البشر يأكل بعضهم بعضا، والحل ليس في اتباع الديمقراطية يا عقلاء، بل في اعداد العدة لهؤلاء الكفار وعلى مستوى الحكام لا على مستوى الإخوان والدواعش والناعقين.
ترامب يفتتح كلمته في مجلس الأمن بقوله زدنا من الإنفاق العسكري لنصبح الأقوى، وبكل وقاحة، والمسلمون لا يقدر فأر حاكم منهم على فتح فمه بكلمة حق أو محاولة صنع مسدس صغير، فرحم الله القذافي الذي كان يقول لهم الحق وأراحنا من هؤلاء الإناث.

حكامنا اليوم ممنوعون من إعداد العدة بسبب أمريكا وأوروبا واليهود، وبسبب الكلاب الداخلية من إخوان وحقوقيين ديمقراطيين ساخطين لا دور لهم إلا اتاحة الفرصة للغرب لإبتزاز الحكام وفرض إملاءاته الشيطانية على دولهم المسلمة المسكينة المضيعة.

إن حضارة الغرب اللعين مبنية على نهب ثروات المسلمين وهدم دينهم القادر على اكتساحهم بالحجة وحدها، لكنهم لن يسمحوا له أبدا بمحاورتهم وهم مع ذلك ديمقراطيون من أهل الرأي والرأي الاخر كقناة الخنزيرة التي لم يعد فيها رأي آخر بعد اختلاف ربها مع السعودية.
وقل لي بالله عليك هل رأيت برنامجا واحدا يناظر علماء المسلمين بترجمة إنجليزية بعد ديدات الذي كان يرغمهم على مناظرته بإلقاء نفسه عليهم؟
لو كانوا أصحاب حضارة او كانت فاجرتهم الديمقراطية كما يزعمون من رقي لكان الحوار والمناظرة أقصر طريق لهدم الإسلام الذي يريدون بدل المكر والخديعة وتمويل الدواعش وامرهم بالتفجير هنا وهناك لتشويه صورة الإسلام في نظر العالم وضرب دول المسلمين بتلك الحجة القذرة، وأعجب من امر واحد في هذا الصدد وهو سكوت حكام السعودية عن اتهام كلاب أمريكا من الإعلاميين وغيرهم للسعودية بأنها وراء سقوط برجي التجارة بعد أن ثبت بالدليل وشهادات الجواسيس العاملين في المخابرات الأمريكية أن الأخيرة وبتعاون أو اتباع للإسرائيلية، وراء تلك العلمية، قتلوا 5 آلاف من شعبهم ليدمروا العراق وهم مع ذلك أهل ديمقراطية وحضارة!
لكن الحاكم لاهين في الديمقراطية وكراسيهم الوسخة، لا هم لهم إلا إشباع بطونهم وفروجهم، والدين أصبح أمرا ثانويا صدقوا فيه مثل المثقفين التافهين دعاية الغرب بأنه دين همجي داعشي يقطع الأيدي والرؤوس ويأمر بالحجاب، لهذا لن تفتح السعودية تحقيقا في الجريمة مع قدرتها على ذلك، ولو فعلت لفضحت أمريكا وإسرائيل وقناة الجزيرة التي كانت منبرهم، لأن الشهود موجودون وكذلك الأدلة، لكنها لن تفعل ذلك لأن الدبلوماسية القذرة التي تنتهجها تفرض عليها حرصا على سلامة الكرسي من الخدوش موالاة امريكا وإسرائيل والخطابة في مجلس الأمن التعيس رغم ظلمه وكيله بالمكيالين كما يفعل حكام المسلمين الجبناء!

إنهم يدفعون الرواتب في الغرب للعاطلين والقحاب، ومن ثرواتنا التي يأخذون من هؤلاء الحكام بالإبتزاز عن طريق الديمقراطية وغيرها، وإذا ما احسوا بخطر دولة على إسرائيل هاجموها ببرودة أعصاب ودمروها.

أمريكا اليوم تسحب صواريخها من الشرق الأوسط مما يدل على أنهم حققوا مرادهم منه وقلموا أظافر دوله، فالله المستعان، العراق أصبحا قاعا ينعق فيه المجوس، وسوريا صفصفا تحتله دول استعمارية من بينها تركيا الإخوان، والسعودية يتم ابتزازها لتترك سلفيتها المباركة، أما المغرب العربي فتحولت دوله إلى دول اجنبية لاهية في عوالم الأدب والسينما والديمقراطية والتعري!

أصبح المسلم كيس لحم كرشه ممتدة أمامه، يجلس اليوم بأكمله على القهوة يشرب الشيشة بعيون متلصصة باحثا عن أجساد النساء في انتظار مداخلة مع قناة الخنزيرة يشارك فيها برأيه كمثقف مساهم في تدعيم ركائز الديمقراطية الملعونة.

المسلم دكتور حمار مثقف متحضر داعية إلى الديمقراطية، عنقه مربوط بربطة أجنبية، ولسانه مربوط بلغة أعجمية، ودينه مربوط بمذهب الديمقراطية، أرسله أهله وحكومة بلده إلى مدارس الصليب لفصله عن دينه وأسسه، وهو ما حدث.

تلك المدارس التي لم تفلح إلا في تحويل أبناء المسلمين إلى آلات مثقفة لا تعرف طريقا للمسجد والدين، جهلة ناعقون لا يستغرب العاقل ارتمائهم في أحضان امهم الهاوية الديمقراطية أو تلقفهم لكل الدعوات الشيطانية كما هو ظاهر، او إذا ما كان في الواحد من خير وحب لدينه وتمسك به لم يجد امامه إلا الدعوات الإخوانية الرائجة في الإعلام.

دول المسلمين مغلوبة على أمرها، لم تعد تعرف كوعها من بوعها بعد غزو الديمقراطية الصليبية لها بفضل غباء قادتها وقلة فقه علمائها.

تلك الديمقراطية اللعينة التي دس اليهود في الثورة الفرنسية ليحولوا بها اوروبا من قارة باردة مستكينة لصليبها وملوكها إلى قارة لا تقيم وزنا للدين ولا للملوك، قارة صلبت لويس السادس عشر كما صلب هؤلاء القذافي! والطريق واحدة والنتائج واحدة إن لم يحفظ الله، بدأ الأمر كله بالمظاهرات والثروات وانتهى بما رأينا اليوم في أوروبا وتونس.

والأعجب من كل ذلك أن يوجد من بين المسلمين أو من يزعم أنه من علمائهم ويوافق على بضاعة القوم المزجاة الديمقراطية، تراه سياسيا تواصليا متاجرا بدينه وهو يحسب أنه يحسن صنعا!
يدعون إلى الديمقراطية ويخطبون لها على منابرهم، بل قال الشيخ بعدم أحقية الحكام في الحكم مبررا الثورات المشؤومة على المسلمين، وموافقا للديمقراطية في بطشها وبؤسها ومجونها وما أفسدت به دول المسلمين!

زعم أن الحكام لا يستحقون الحكم لعدم مبايعة احد لهم، وأين من سيبايعهم في ظل فتواه بجواز الإنتخابات الديمقراطية والتحزب المذموم، ومساندته لتواصل المنافق.

أين من سيبايع الحكام إذا تحولت البيعة إلى الإنتخابات، وتساوى الفقيه والسفيه والصغير والكبير والزانية والشريفة؟

إن للحكام مساوئهم التي لا تحصى، بل قد يكونون سببا في معظم ما يجري للمسلمين اليوم ببعدهم عن الدين وتلقفهم لطرق الأعداء وموالاتهم لهم ونبذ أوامر القرآن، والويل لهم من تبعات ذلك، لكن ليس ذلك مدعاة للخروج عليهم، الله تعالى قادر على نزعهم من اماكنهم في لحظة، فخلعهم ليس بأولوية بقدر الدعوة إلى التوحيد يا علماء الديمقراطية الساكتين عن البدع، ولو كان هؤلاء الدواعش والإخوان فقهاء لركزوا على التوحيد ودعوا المجتمع إليه ليلد لهم حاكما نافعا لا يخشى إلا الله، ليست لديه كنوز في بنوك اليهود السويسرية ليخاف عليها أو رغبات جنسية مكبوتة لا يمكن تنظيفها، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا لأن فاقد الشيء لا يعطيه، وهم أولى الناس بتعلم التوحيد.

إن الإخوان خوارج، وهم أصل القاعدة وداعش، المبدأ واحد وهو معاداة حكام المسلمين على مر التاريخ، لم يعادي الحكام ولم يعتزلهم إلا من وصفه المسلمون بالخارجي، لأن الإسلام ليس فيه خروج وليست فيه معارضة بالمناسبة، الإسلام أسمى من كل تلك السخافات اليهودية، ويبحث عن مصلحة الجماعة التي لا يمكن تحققها إذا كان كل من هب ودب طامعا في الحكم كما هو الحال اليوم، الإسلام لا يريد للأمة الفتنة التي هي أشد من القتل لكن عميت الأبصار عما جرى في ليبيا وسوريا، ولا زالت الجزيرة تمجد الثورات ولا زال الأغبياء يصدقونها؟!

ثم أتي الإخوان الخوان بعد ذلك ليبرروا الفتنة ويستمروا في الدعوة إلى معاداة الحكام واللعب بالنار تحقيقا لمصالح الكفار، وما الفرق بين داعش والإخوان ؟ لا شيء، يتفقان في الأصول ويختلفان في التطبيق، وكلهم بلا دين أحرى أن يكون لهم علماء! وكبارهم كقطب والبنا، لم يكونوا علماء بل أدباء ومعروف ما للأدباء من شطحات ونعقات مخالفة لأسس الدين لإعتدادهم بآرائهم وجهلهم به (اقرأ مثلا لطه حسين ونجيب محفوظ).

وقلة دين الإخوان وعقولهم ظاهرة في تلقفهم للديمقراطية النجسة التي قاءتها كلاب أوروبا الفاسقة الفاجرة كفولتير الكلب وأمثاله، تركوا شرع الله وارتموا في شرع الفلاسفة الذين لا يعرفون ربا ولا دينا ولا حياء!

بالله عليك هل يوجد مسلم عاقل سمع بسد الذرائع يعلم بأن دخول أغلبية من الجهلة والملحدين والمدسوسين إلى البرلمان في دولة ديمقراطية ذريعة إلى رفض القرآن كما حدث في تونس ثم يدعو للديمقراطية ويوافق عليها غير مخذول لا منصور؟

كيف فاتت العلامة الددو هذه؟

إنه الهوى!!

إن الحاكم فوق العالم لأنه حاكم، الكلمة كلمته، والأمة تحت يده حتى في أمريكا، ولهذا يهوى الإخوان الديمقراطية ويعاشرونها لتلد لهم المزيد من القيم التي تحط من قيمة الحكام، مغتنمين فرصة فرضها من طرف الكفار على المسلمين، وهم يزعمون كذبا أنهم يسعون إلى تحقيق الخلافة الإسلامية وتطبيق الشريعة، وهيهات.

إن مرتبة الحاكم في سلم المجتمع فوق مرتبة العالم (حقيقة)، الأخير تابع للأول وإن كان حليقا، يصلي به، ويأمره، ويحبسه ويطلقه، ويضربه. والعالم الصادق لا ينافس الحاكم على الدنيا، وسيرته لا تلوكها ألسنة الرويبضة والتافهين كفيصل القاسم وهؤلاء.

العالم الحقيقي أكبر من ذلك بكثير، فهو نور يهدي به الله تعالى أهل الضلال وأولهم الديمقراطيين وإخوانهم المبتدعين، ويسعى للآخرة لأنه أعلم بالله من غيره، لا إلى منافسة الحكام والتحريض عليهم، واعطاء الفرصة لكل الشياطين لإستغلال اسمه في لعبة ديمقراطية يهودية خبيثة.

العالم أكبر من ذلك وأتقى، وأبعد عن متاهات الدنيا التافهة التي يتصارعون عليها كالوحوش، ومركز تكوين العلماء الذين لا ينهون عن بدعة خير منه مخبزة الأمراء أو خيمة متواضعة في بادية تدرس التوحيد لكل المسلمين عالمهم وجاهلهم بعيدا عن دنيا الحاكم الواسعة، وعن لعنة النصارى التي تغل أعناق كل من سار في طريقهم، وعن المتاجرين بالدين والرويبضة.

إن ميراث الأنبياء الذي تحدث عنه زاعما أن منبعه مركز تكوين العلماء، أساسه التوحيد لا بناء المنظمات وفتح المراكز التي لا يدخلها إلا من يحفظ القرآن بروايتن، ومن حفظ القرآن برواتين فهو عالم، يكفيه من العلم القرآن، لا يحتاج لمركز تكوين علماء ولا لتهاويل، لن يحفظ القرآن إلا وقد حفظ معه الكثير من العلم، فتعليم الجهلة أولى من تعليمه، والبناء الذي يبدأ بالسقف بناء مستحيل.

إن ميراث الأنبياء ليس منهج الإخوان ولا منهج الديمقراطيين بل التوحيد، من انحرف عنه فهو بعيد مبعد.

وذكر المتحدث باسم مركز تكوين الديمقراطيين (الحكومة) مبررا إغلاق مركز تكوين الوسطيين، انهم لاحظوا على المركز عدة ملاحظات من أهمها:

كونه الذراع الديني لحزب سياسي معروف، لكن لماذا؟
لماذا سمحوا بوجود الأصل وهو الحزب وتركوا الفرع وهو الذراع؟
وقال ما معناه ان مناهج المركز قد تختلف عن مناهج الشناقطة الضاربة في التاريخ!
وجوابه ان الشناقطة لم يأتوا بدين جديد، الدين واحد، وأصوله معروفة، وأولها التوحيد الذي خالفه أكثرهم بعد سقوط الدولة المرابطية المباركة التي كانت تضربهم بالسياط عليه، والتي لا يتحدثون عنها اليوم بكلمة واحدة حسدا وابتداعا رغم كونها مصدر فخر وعز كل الصادقين على هذه الأرض لأنها دولة مباركة أرست دعائم التوحيد وبارك الله فيها حتى قضت على البدع الموجودة في المغرب وبنت مراكش وأنقذت الأندلس من السقوط أكثر من 4 قرون، يقول لك اهل البدع المبغضين، هؤلاء مغاربة!
كيف وقد خرجوا من جزيرة موجودة بقرب نواكشوط؟
كيف وقد عاد اسيادهم ليموتوا مجاهدين على هذه الأرض وفي السنغال؟
بصراحة، لم أر مبتدعا يعتد بغير الكذب والإفتراء والتدليس والتلبيس وقلة الأدب والأخلاق، لأن أهل البدع يعبدون الهوى، فهم بلا دليل ولا وجوه، وأصغر سلفي موحد قادر على فضح اكبر عالم من علمائهم على رؤوس الأشهاد، ولهذا يفرون مثل الأوروبيين من مناظرة التوحيد، لن تجد مبتدعا يتحدى سلفيا إلى المناظرة أبدا، بل لابد للسلفي هو من يلقي بنفسه عليه كما كان يفعل احمد ديدات مع القساوسة التافهين، فما أوهن كيد الشيطان.

لكن إذا كان المركز يبث بعض مقررات التوحيد فتلك حسنة من حسناته، واستبعد ذلك لأن المنهج الوسطي الديمقراطي الذي يتبناه صاحبه معروف.

ثم قال ان الشيخ أفتى بأن الحكام المسلمين الحاليين ليسوا مبايعين بل اغتصبوا السلطة!

وهذه الفتوى ثابتة، وهي اخوانية داعشية معروفة، لم نر منها على مر السنين غير القتل والخراب، لم ترتفع لدولة من دول المسلمين راية في ظلها ولن ترتفع بل بالعكس انتهى المطاف بأصحابها إلى قبول بضاعة اليهود والنصارى الشيطانية واصبحوا ديمقراطيين كالإخوان او عملاء للمخابرات الأمريكية كالدواعش.

لقد تخلينا عن مبادئ ديننا فكانت النتيجة:

ديمقراطيين جهلة موالين لليهود والنصارى متبعين لسننهم ناعقين بلغاتهم ومبادئهم، يتكاثرون مثل الجراد ليأكلوا الأخضر واليابس من الدين والأخلاق وثروة الدولة التي يتدخلون فيها بحجة التناوب الديمقراطي.

تأمل في نفاق ممثل الإخوان أردوجان في مجلس الأمن، لقد افتتح كلمته بالثناء على ذلك المجلس اليهودي، ودعا الدول الإستعمارية إلى تحقيق عالم يسود في السلام، وكيف، وثروات المسلمين هي أصل ثراء أولئك القراصنة، وديننا غصة في حلق إبليس الذي يقودهم؟

كيف يا منافق، واوروبا وامريكا عندهما السلاح والقوة ويقودهما الشيطان، ونحن عندنا الثروة والدين ويقودنا الديمقراطيون، وإسرائيل مزروعة فينا!

ماكرون المعارض لشرامب - على رأي مذيع الخنزيرة الذي يسميه بإعجاب شرامب لا بارك الله في الإثنين - بدأ فترته بزيارة يهودية مقتولة في إحدى ضواحي باريس مرتديا القبعة اليهودية التي تدل على حقيقته، فهل مثل هذا يعترض على يهودي؟

يا من تأخذون معلوماتكم من قناة الخنزيرة المشبوهة التي لا تدعو إلا إلى النقائص ومعاداة الحكام، والتي ترى أن السعودية أكبر دولة إمبريالة وأمريكا أكبر دولة ديمقراطية، لقد صدق الناطق باسم الديمقراطيين عندما قال بأن الحروب لا زالت قائمة في ليبيا بعد رحيل معمر القذافي عنها، بدأ الأغبياء المتظاهرون بالمطالبة برحيل القذافي، ولما رحل استمروا في المطالبة برحيل ليبيا!

لقد قررت الدولة إغلاق المركز، وإلغاء رخصته فماذا في ذلك؟

مدرسة وتم إغلاقها، ماذا في ذلك حتى تستغله قناة الخنزيرة اليهودية ويستغله الإخوان؟
إذا كان الشيخ من أهل الآخرة فلن يحزنه إغلاق بيت من بيوت الدنيا، لأن الإنسان يؤجر على نيته الصادقة، ويوجد ألف كثيب وكثيب يستطيع من عليه توصيل رسالة الدين المحذوف توحيدها، وفي الهواء الطلق المريح أو يرجع إلى طريق الصحابة ويدعو إلى الخير منقذا الناس من الضلال.

الدولة هي الراعية للبلد لا الأفراد وإن كانوا علماء أو معارضين، لها الحق في تقرير ما تشاء وإن كان في ذلك منفعة ديمقراطية خسيسة، الله حسيبها لا أنتم، والعاقل يسلم لها بذلك ولا ينافسها على حطام الدنيا، ولا يتناقر عليه مثل الديوك.

.........................

الحلقة الأولى

اثنين, 15/10/2018 - 17:40