الحملة العنصرية ضد العرب وأصابع ترامب الصهيونية

بسام ابو شريف

دونالد ترامب موظف الحركة الصهيونية المكلف برئاسة الولايات المتحدة ، وكوشنر هو ضابط الارتباط الذي يهمس في أذنه وأذن تلميذه محمد بن سلمان بما تمليه عليهما الحركة الصهيونية من مواقف ومن قرارات ، والأمر لايحتاج من كل العرب سوى التنبه والتفكير فيما يدلي به ترامب من تصريحات ، فهو يحب الثرثرة ويعتبر أن الولايات المتحدة هي مزرعته الخاصة ، ولذلك يتحدث بكل حرية دون أن يراعي أية انتقادات داخلية أو عواقب خارجية .

في هذه الأيام التي شهدت فضيحة الجريمة التي راح ضحيتها الصحفي جمال الخاشقجي تشهد الولايات المتحدة أمورا اخرى قد تكون أبعد تأثيرا على الولايات المتحدة من جريمة اغتيال جمال خاشقجي ، فهنالك كارافان المهاجرين من هندوراس الذي وصل الى حدود الولايات المتحدة الاميركية عبر المكسيك ، وارتفع صوت ترامب محرضا اليمين الرجعي العنصري الاميركي بأنه سيغلق حدود الولايات المتحدة مع المكسيك ، لكن الكارافان استمر وستحدث أزمة انسانية على الحدود لاشك في ذلك .

لكن مايهم ترامب هو اظهار عنصريته ليحفز العنصريين في الولايات المتحدة للتصويت له الذي هو بأمس الحاجة لأصواتهم ان اراد البقاء في البيت الأبيض . لكنه سارع في اليوم التالي لاضافة عبارات عنصرية مطلوبة من الحركة الصهيونية اذ قال ان من بين هؤلاء المهاجرين مجموعات شرق أوسطية ، وهذا يستخدمه ترامب لترويع الاميركيين وزرع فكرة غير صحيحة اطلاقا في عقول الاميركيين ، وهي أن الارهاب العربي الشرق أوسطي هو عدوهم ، بينما الحقيقة التي يعرفها كل الاميركيين الذين حصلوا على ثقافة وتعليم متوسط يعلمون بأن اسرائيل هي أساس الارهاب في الشرق الأوسط ، وان حكومتهم تدعم اسرائيل والجماعات الارهابية الدموية مثل داعش والنصرة .

من يتتبع كلام ترامب يرى صعودا وهبوطا ، في تصريحاته حول جريمة قتل الخاشقجي فيقول كلاما لصحيفة وول ستريت جورنال ، ومن ثم يقول كلاما يناقضه لمجموعة من الصحفيين يبرئ ولي العهد السعودي ثم يعود ليتهمه ويتوعده بالعقاب ، لكن في نهاية اليوم يرمي ترامب الكرة في ملعب الكونغرس ويحدد مسارها ضمن خطين : الحفاظ على مكاسب الولايات المتحدة من الصفقات ، والحفاظ على التحالف مع العائلة السعودية المالكة لأنها تسانده في معركته ضد ايران .

وضمن حبه للثرثرة وفي محاولة لاستمالة الجمهوريين أضاف اليوم مايعتبر اعترافا علنيا لأول مرة من رئيس اميركي ، فقد قال: – ”  ان العائلة الحاكمة في السعودية أو النظام السعودي يساعد الولايات المتحدة كثيرا لأنه يساعد اسرائيل “، يأتي اعتراف ترامب بالتعاون السعودي الاسرائيلي والدعم السعودي لاسرائيل ليعلن لأول مرة على لسان رئيس الولايات المتحدة بأن السعودية شريكة لاسرائيل وتتحالف معها.

الاميركيون بأغلبيتهم بسطاء في السياسة ، ولا أريد أن أقول جهلة فقد تجد أن عددا كبيرا منهم لايعرف اسم الولاية المجاورة لولايته ، وقد تجد أبناء ولاية الينوي في معظمهم لايعرفون شيكاغو عاصمة الينوي فمابالك بمعرفة عسير وجيزان والدريهمي ، ولاشك أن عددا كبيرا من الاميركيين قرر أن يبحث عن موقع الجزيرة العربية بعد ضجة جريمة الخاشقجي ، وهم يرون عبايات عربية وحطات وعقل فيعتبرون الجميع محمد بن سلمان ، لكن ترامب يعرف أكثر من ذلك فقد عاد أمس ليذكر الملك السعودي بأن عليه أن يدفع ثمن حماية الولايات المتحدة لعائلته لكن هذا ليس جوهر ما أريد أن أقوله للسيد ترامب وللسيد بومبيو الجاسوس المتخلف ذهنيا وأخلاقيا ، ان شعبنا العربي في الجزيرة هو شعب عربي أصيل واذا كان الوهابيون قد ارتكبوا المجازر بمساعدة الاستعمار البريطاني ليحكموا الجزيرة، فقد تخرج من الجامعات في اميركا واوروبا والدول العربية والجزيرة مئات الآلاف من شباب الجزيرة الذين أجبروا على الرضوخ لظلم وضيم آل عبدالعزيز آل سعود ، لكن هذا الرصيد الشعبي المثقف والمتعلم سوف يتراكم لينبذ الظالمين ويرفع ظلمهم عن أهل الجزيرة ، ونعيد هنا القول بأن ما لايفهمه الغرب ولن يفهمه هو أن درجة الغليان اقتربت وأن استهانة الاستعمار الانجليزي بالجبهة القومية لتحرير اليمن الجنوبي أدى الى هزيمتهم واخراجهم من عدن  ، وان من غزا الجزيرة وارتكب المجازر بأهلها وحرق قراها ومدنها وسبى نساءها ونهب بيوتها لن يستمر بل سيطرد على يد الشعب العربي في الجزيرة شر طردة .

الحقيقة أصبحت معروفة للجميع ، لذلك فان المطلوب هو العمل ضد معسكر أعداء واضح المعالم والالتزامات ، وفي الحزة لزة كما يقول المثل فقد استغل نتنياهو هذه الظروف ليمتن علاقاته بولي العهد السعودي بارسال رسالة له يؤكد له فيها دعمه وأعلن أنه سيعاقب الاردن على عدم تجديد سيطرة اسرائيل على المزارع الاردنية بخفض تزويد عمان بالماء ، وأعلن قراره ببقاء الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية بشكل دائم حرصا على عدم تمكين حماس من القيام بانقلاب في الضفة كما فعلت في غزة !!! 

رأي اليوم

جمعة, 26/10/2018 - 14:45