مقاطعة لكصر وجدار الغبن!!؟

اسلم ولد الطالب أعبيدي

في مقاطة لكصر يفصل جدار واحد بين (بئر معطلة وقصر مشيد ) بين أجيال قدرها أن تعيش في وطن واحد .

هو جدار يختصر أزمة الوطن الكبرى وهي "أزمة التعليم" وإن تجلت هنا في جزء واحد من تجلياتها البارزة هو "الغبن والمحسوبية" أو قل :غياب الحس التربوي لدى القائمين على هذا الشأن.!

- جدار واحد يكشف الجهل البين بمبادئ التربية وعلم النفس.

ولا أريد أن أسميه جدار الفصل العنصري لكنه حتما جدار الغبن الاجتماعي وهو جدار يهدد مستقبل السلم الأهلي في هذا الوطن.

في مقاطعة لكصر يفصل هذا الجدار بين مدسة الإمتياز التي يحظى طلابها بعناية خاصة حيث الزي الموحد والفصول النظيفة والكراسي الجيدة وهو شيء إيجابي ومطلوب لولا الجانب الآخر من الصورة خلف الجدار حيث مدرسة متهالكة وأطفال وجوههم شاحبة وثيابهم بالية تشي للناظر بمستوى تدني معيشة أسرهم.

وفي مشهد صباحي يتكرر كل يوم (سيارات فارهة ومتوسطة أو عادية تقف أمام مدرسة الإمتياز ليترجل منها الصغار بينما أطفال آخرون في الجانب الآخر على مرأى ومسمع يفترشون الأرض وأطلال الكراسي في فصولهم المتهالكة ومنهم من يذهب إلى المدسة حافي القدمين أحيانا).

ثم يحدثونك عن التعليم وأهداف العملية التربوية (لقد هزلت حتى سامها كل مفلس)

إنكم بهذا الجدار الحسي وبالجدار المعنوي الأكبر الذي تشيدونه في كل شبر من الوطن تكونون أجيالا متباينة في تفكيرها وإيمانها بالوطن بل إنكم تزرعون الأحقاد والضغائن في صفحات بيضاء كان بإمكانكم أن تحسنوا الكتابة فيها لو أدركتم قيمة الإستثمار في الإنسان ككائن حي وفي المواطن كصاحب حق .

فلايمكن أن نتوقع انسجاما اجتماعيا بين أبناء المدرستين في المستقبل وقس على ذلك !!فسيجد بعض أجيال المستقبل صعوبة وهم يقنعوا اخوانهم في الوطن أنه لاذنب لهم في هذا الجدار وفي هذا الغبن الذي نمارسه اليوم !؟

كما نجد في واقنعنا الراهن صعوبة في اقناع بعضنا ببراءتنا من المظلوميات التاريخية التي تعرضت لها شرائح من المجتمع.

ختاما أدعوا القائمين على التعليم  لهدم هذا الجدار  وضم المدرسة البائسة لمدرسة الإمتياز  وإذا كان لابد من ظلم  البعض وغبنه فمارسوا ظلمكم بعيدا عن أعن أعين الضحايا فذلك أحسن لكم وأرحم بهم.

أربعاء, 31/10/2018 - 22:35