عطفا على المنشور الخاص بأهل "مرياص"،

محمد فال ولد بلال

رغم أوجه التشباه بين السياسة و"مرياص"، هناكـ فوارق كبيرة وأوجه اختلاف بين السياسيين و"المرياصيين"، ومنها: الروح الرياضية العالية وروح التسامح والإنفتاح وقبول نتائج المباراة لدى "المرياصيين" على عكس السياسيين. إن لاعبي "مرياص" يدركون تماما أنّ أي مباراة لا بد وأن تنتهي بفوز وخسارة. ويتعاملون مع الهزيمة بأريحية ودماثة ودعابة، ويرددون مقولتهم المعروفة: "هي ألاّ بطربٍ"؛ بينما يتعامل السياسيون مع الخسارة بتشنج وانفعال وامتعاض. في العادة، يعلل "المرياصي" خسارته ب "رخسة اليد" وكثرة الستات (7) والوِتات (8)، وبأن "مرياص ما جاتُو".. في الوقت الذي "امتلأت فيه يد" خصمه و"حمى ياصُه".. ويتذرع تارة ب"المداقيَه" في "اتباتير" والتوزيع و"اتريشي" و"تخراص ديكرو"، إلخ،،، إلاّ أنه في جميع الأحوال يعترف بالهزيمة ويهنئ خصمه ويتركـ مكانه لمجموعة أخرى،،،
أما في السياسة، فإن الطرف الخاسر لا يعترف بالهزيمة إلاّ في حالات نادرة، ويبحث دوما عن ذرائع وأسباب "تبرر" خسارته وتغطي على مستوى أدائه. وغالبا ما يحمِّل جهة التحكيم وسلطة التنظيم مسؤولية فشله مؤكدا أنه هو "الأقوى" و"يمتلك أفضل الأوراق وأنجع الخطط والتكتيكات، ولكن الحكم خذله وأفسد ساحة اللعب،، وبالرغم من ذلك كله، فإن فرص تداول اللعب بين الفرق المتنافسة باتت متاحة أكثر في السياسة مما هي في "مرياص"، إذ يمكن لفريق واحد أن يراكم في لعبة "مرياص" ما شاء الله من الانتصارات ويفرض هيمنته على الساحة لمدد غير محدودة.. بينما تمنع السياسة تحقيق "سان فوت" أي 3 انتصارات متتالية، وتفرض التداول والتناوب بعد انتصارين فقط! أما حان للسياسة أن تكون "بطرب"

نقلا عن صفحة الكاتب

أحد, 03/03/2019 - 15:05