همسة في أذن غني

محمد الامين سيدي مولود

تكررت كلمة الزكاة بالتعريف في القرآن الكريم ثلاثين مرة، ذكرت في سبع وعشرين منها مقترنة بالصلاة في آية واحدة، وفي موضع منها ذكرت في سياق واحد مع الصلاة وإن لم تكن في آيتها. وذلك قوله تعالى: (والذين هم للزكاة فاعلون) (المؤمنون: 4) .. بعد آية واحدة من قوله تعالى: (الذين هم في صلاتهم خاشعون).

هذا الارتباط بين الصلاة والزكاة له معنى ومغزى؛ وتزداد الحاجة للإنتباه إليه مع طغيان المادة وازدياد الفجوة بين الأغنياء والفقراء؛ خاصة مع ما يطبع عالمنا الرأسمالي من هيمنة رأس المال على كل شيء ليزداد الأغنياء غنى والفقراء فقرا؛ ويصبح المال دُولةً بين أغنياء تخضع لهم السلطات والناس؛ ويحصلون على الصفقات ويشترون ولاءات المشرعين وصناع الرأي وغيرهم.

أيها الغني ما فائدة مليارات تحرص على مضاعفتها كلما تقدم بك العمر في وقت يبيت إخوتك وأخواتك من الفقراء والأرامل والأيتام يتضورون جوعا؟ ما الذي يضيرك لو أخرجت زكاتك بصورة شفافة ونزيهة ومنحتها لمستحقيها دون منة أو أذى؟ بل ما ضرك لو خصصت ثلث أو ربع أو خمس أرباحك السنوية لمشاريع توفر فرص عمل لشباب فقير يعيل من خلالها أسرا وعائلات؟ أو لمشاريع تتعلق بالتعليم والصحة والسكن؟ أتنتظر بهذا أن توضع في مؤخرة هليكس قديمة متوجهة إلى المقبرة؟ أو كيس خشبي في طريق العودة من مستشفيات خارجية؟

سبت, 25/05/2019 - 17:57